الثلاثاء 2017/09/26

آخر تحديث: 00:24 (بيروت)

المستقبل إلى التصعيد: لم يحن موعد رحيل الحكومة

الثلاثاء 2017/09/26
المستقبل إلى التصعيد: لم يحن موعد رحيل الحكومة
حركة المشنوق توحي بتشكيل جبهة سياسية (ريشار سمور)
increase حجم الخط decrease

لا يزال موقف وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق يرخي بظلاله على الواقع السياسي، وقد سارع المشنوق إلى تدعيم موقفه الأول، من خلال زيارة أجراها إلى دار الفتوى بعد أقل من أربع وعشرين ساعة على اتخاذ الموقف الذي وصف فيه لقاء وزير الخارجية جبران باسيل ووزير الخارجية السوري وليد المعلم بأنه اعتداء سياسي على رئيس الحكومة سعد الحريري، وستتم مواجهته في كل الأشكال السياسية. ومن دار الفتوى، كرر المشنوق موقفه معتبراً أنه تحول سياسي وعلى السياسيين اتخاذ موقف تجاهه، لأنه يمثّل تجاوزاً للبيان الوزاري. وقد عمد المشنوق إلى الرد على ردّ باسيل على موقفه حين اعتبر أن اللقاءات الثنائية تحصل لتأمين المصلحة الوطنية، قائلاً إن "الاتفاق السياسي يكون بالنقاش والتشاور والحوار داخل الحكومة أو خارجها، إلا أن هذا الأمر لم يتم والأمور باتت تحصل بشكل مفاجئ".

وأشار المشنوق إلى عدم الموافقة "على القرارات التي يتخذها البعض، ونحن لا نوافق على سياسة المفاجآت"، مشيراً إلى أن "المصلحة الوطنية للبنان يحققها التضامن الحكومي وليس موقف وزير لوحده أياً كانت قراءته العلاقة مع سوريا". وسريعاً، بدأ التفاعل مع كلام وزير الداخلية، إذ زاره وزير الإعلام ملحم رياشي، مؤكداً أن "هناك انقساماً حاداً في البلد، بما يخص العلاقة مع سوريا. والمطلوب تحييد الحكومة ولبنان عن ملف خلافي بحجم هذا الملف الذي قد يؤدي إلى مشكلة كبيرة"، لافتاً إلى أنه "في حال قام بعض الوزراء بمخالفة ​البيان​ الوزاري الذي قامت على أساسه الحكومة فالحكومة في خطر".

إلى جانب الرياشي، زار عدد من النواب وزير الداخلية. وهذا التحركّ أوحى بأن هناك جبهة يستعد هذا الفريق لتشكيلها للتصدي لمحاولات التطبيع مع النظام السوري، ولمواجهة محاولات جرّ لبنان إلى ما لا يريده نصف اللبنانيين، ونصف الحكومة. لكن، حتى الآن، لا يزال من غير المعروف، إذا ما كانت هذه الحملة ستتصاعد أم أنها ستقف عند هذه الحدود. إلا أن المبدأ يرتكز على عدم الاستسلام للجلاد، ولمن يحكم على الحريري بالإعدام. بالتالي، لا مجال للمساومة على هذا الأمر.

لا شك في أن كلام المشنوق يلاقي صدى، هو تعبير عن اختناق البيئة الحاضنة لتيار المستقبل، بسبب التنازلات التي قدم عليها التيار. بالتالي، فإن كلام المشنوق، عمل على إعادة رفع المعنويات لدى الشارع السنّي، الذي يراد له أن يعبّر عن ارتياح لهذه المواقف، ولأنه ينتظر تطمينات من قياداته السياسية بأنها لن تساوم على الثوابت مهما كانت المساومات في بعض التفاصيل السياسية والإجرائية. وهذا الكلام لن يكون وحيداً إنما سيتنامى أكثر ويتصاعد كلما اقتربت الانتخابات النيابية، لأنه لم يكن هناك إمكانية للسكوت على هذا السلوك. بالتالي، فإن الناس تحتاج إلى تصعيد. وهذا ما سيبدأه تيار المستقبل.

وهناك من يذهب أبعد من ذلك في تشريح هذه المواقف التصعيدية، فلدى مقاربة إمكانية تقديم الدعم المالي أو المساعدات للجمهور، يظهر التراجع الكبير لدى تيار المستقبل. بالتالي، لا يمكن الاستمرار والتحضير للانتخابات النيابية، بدون تقديم المساعدات وبدون اتخاذ موقف يعبّر عن نبض الشارع.

تأتي مواقف المستقبل لمواجهة ما أصبح معلوماً بأن محور الثامن من آذار يريد جر لبنان إلى سوريا، والإيحاء بأن لبنان أصبح تابعاً للمحور السوري الإيراني. وهذا ما يرفضه المستقبل، حتى لو وصل الأمر إلى اهتزاز التسوية أو اهتزاز الحكومة والحديث عن أنها أصبحت في خطر. لكن، يعتبر البعض أن الكلام عن وصول الحكومة إلى حالة الخطر، هو غير جدّي في هذه المرحلة، خصوصاً أن لبنان يقف على حافة انفجار اجتماعي، ولا يمكن الحديث عن استقالة أو فرط للحكومة قبل إيجاد حلّ للسلسلة ولوقف الحركات الاحتجاجية والاضرابات. وهذا ما أوضحه المشنوق في موقفه حين اعتبر أن الحكومة اليوم مشغولة بالأوضاع المعيشية، وبعدها سيتم التفرغ للوضع السياسي. بالتالي، فإن التوجه الآن للحفاظ على الحكومة، أما فيما بعد فإذا تصاعدت الأمور، فإن التفكير بفرطها يصبح وارداً، لأنه لا يمكن ربح السلطة بدون ربح المواطنين.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها