حادثتان غامضتان في الجامعة الأميركية

حادثتان طغتا على الجامعة الأميركية في بيروت، منذ مساء الأحد في 24 أيلول، حتى ظهر الاثنين، في 25 أيلول. أولهما، إعلان فريق عمل الجريدة الطلابية في الجامعة (Outlook)، الأحد، أن الإدارة منعت نشر عدد الجريدة، في موعده الأسبوعي، الثلاثاء في 26 أيلول. ما اعتبرته الجريدة "انتهاكاً لحرية التعبير". والحادثة الثانية، التي يبدو أن الأولى مرتبطة بها، هي إعلان رئيس الجامعة فضلو خوري، في بيان وجهه الاثنين إلى طلاب الجامعة، استقالة سمير خلف، الذي أثار موقفه من حجاب إحدى طالباته، الأسبوع الماضي، موجة استنكار في الجامعة.

لكن، الخلاف بين إدارة الجامعة وفريق آوتلوك، لم يستمر طويلاً، رغم اصدار خوري بياناً، الاثنين، يصف فيه بيان آوتلوك بـ"المضلل"، مؤكداً أن "قرار منع النشر لم يصدر عن الإدارة قط". بعدها، أعلن فريق آوتلوك التوصل إلى "تسوية"، تعزز التواصل بين فريق العمل والإدارة.

وبيّنت رسالة خوري أن المشكلة كانت بين فريق عمل آوتلوك وعميد شؤون الطلاب طلال نظام الدين، على اثر حادثة خلف والطالبة المحجبة. إذ طلب نظام الدين خلال اجتماع عقده مع مجلس إدارة الجريدة، بعد "تهديدات خارجية تلقتها الجامعة يوم الجمعة"، التخفيف من حدّة الأزمة حساسيتها كي "يحمي الجريدة والجامعة من التدخلات الخارجية"، كما ورد في رسالة خوري. ووفق رواية خوري، لم يتعاون الفريق مع نظام الدين، بل وجّه رسالة اعتراضية مباشرة إلى رئيس الجامعة.

ويبدو أن نظام الدين كان هدّد أو قرّر منع النشر خلال الاجتماع. ما دفع خوري إلى أن يذكر أنه أبلغ الفريق بأنه "مهتم بأن ينشر الفريق عدد آوتلوك للأسبوع المقبل وأن يتعاون مع نظام الدين من أجل ضمان النشر"، قبل نشر الفريق البيان الأول، الأحد. بدوره، برّر فريق العمل موقفه بشكل غير مباشر ومن دون أن يذكر السبب المباشر لمنع النشر بأنه ملتزم بـ"تسليط الضوء على مختلف القضايا التي تهم الطلاب بطريقة انتقادية كي نشجع التغيير والتطور".

كما كان الفريق تحدث في بيانه الأول عن "أخطاء طفيفة ارتكبتها الجريدة في الأعداد الثلاثة السابقة". ويبدو أن هذه الأخطاء تتعلق بـ"التطرق إلى مواضيع سياسية، في حين أن آوتلوك هي منصة طلابية وليست سياسية. ما يؤدي إلى انتهاك ترخيص الجامعة"، كما شرح خوري في رسالته.