الأربعاء 2017/09/20

آخر تحديث: 00:38 (بيروت)

اسرائيل وحزب الله: تقدم احتمال الحرب المفتوحة؟

الأربعاء 2017/09/20
اسرائيل وحزب الله: تقدم احتمال الحرب المفتوحة؟
يرفض الإسرائيليون أن يستخدم الإيرانيّون الجنوب السوري صندوق بريد (Getty)
increase حجم الخط decrease

تتمدد إيران وحلفاؤها أكثر فأكثر في سوريا، بخلاف كل الحملة التي تقول إن المرحلة المقبلة ستكون لتحجيم نفوذ طهران في المنطقة. وهذا ما يبرز في تطورين مهمّين، الأول تخطي القوات الإيرانية وحزب الله والجيش السوري، شرق نهر الفرات ودخول المناطق الشرقية في محافظة دير الزور، بعدما قيل إن واشنطن تضع خطوطاً حمراء أمام الإيرانيين؛ والثاني هو بإسقاط إسرائيل طائرة استطلاع أدخلها الحزب أجواء الأراضي المحتلّة من جهة الجولان.

للخطوتين معانٍ سياسية وميدانية ترسلها إيران، خصوصاً بعد أيام على لقاء آستانة، والعنوان الأساسي لهذه الرسائل. هو أن إيران بالتعاون مع روسيا ماضية في تعزيز مناطق نفوذها في سوريا، وخصوصاً على الحدود السورية العراقية. وذلك مرتبط بالتنسيق مع تركيا، بشان سوريا والعراق أيضاً، وسيكون منطلقاً من معارضة الطرفين أي استفتاء كردي.

يتوجه حزب الله والقوات الإيرانية، إلى البوكمال، وهي أقرب نقطة حدودية مع العراق يريد الحزب، وفق مصادر متابعة، تحريرها والسيطرة عليها، عبر الهجوم من أكثر من محور. ويتزامن هذا الهجوم مع بدء عملية عسكرية يطلقها الحشد الشعبي من الجانب العراقي، للسيطرة الكاملة على مدينة القائم. وبذلك، سيتحقق التقاء القوتين المواليتين لإيران، وتصبح طهران متمكنة من فتح الخطّ الإستراتيجي والحيوي بالنسبة إليها، الذي يصل إلى بيروت. وذلك ما تريده إيران لتأكيد سيطرتها ونفوذها على العراق وسوريا ولبنان، واستمرار إيصال السلاح إلى حزب الله.

تأتي هذه التطورات، بعد المعلومات التي تحدّثت عن إخلاء التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، القواعد العسكرية على الحدود السورية العراقية، لأسباب غير معلنة حتى الساعة. وبالتأكيد، إن هذا التوسع الإيراني في سوريا، يزعج إسرائيل إلى حدّ بعيد، وهي التي لطالما عملت على استفزاز إيران وحزب الله، من خلال طلعات جوية، وضرب قوافل أسلحة واستهداف قياديين. وتراقب ذلك عن كثب كل ما يحصل، وسط إشارات تفيد بأن الإسرائيليين لن يسمحوا لإيران بأن تفتح كل هذه الحدود مع بعضها البعض. وهناك من يعتبر أن الإسرائيليين ينتظرون فرصة وتلاقياً سياسياً دولياً لأجل السير بعمل عسكري معين، لا يسمح بإختلال التوازن في المنطقة.

لكن الجديد بالأمس، هو أن حزب الله هو من عمل على الاستفزاز، من خلال إرسال طائرة بدون طيار فوق الأراضي المحتلة. وقد عملت إسرائيل على إسقاطها. لكن الأهم بالنسبة إلى حزب الله، هو أن إرسال هذه الطائرة يأتي بعد انتهاء المناورات الضخمة التي أجرتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على الحدود مع لبنان، وخرقت فيها الأجواء اللبنانية مرات عدّة، أبرزها خرق جدار الصوت فوق مدينة صيدا. بالتالي، فإن الحزب يعتبر أن إرسال الطائرة هو ردّ على تلك المناورات، وللدلالة على أنها فاشلة وأن إسرائيل لن تكون قادرة على ردع الحزب في أي معركة مقبلة.

وتعتبر مصادر متابعة أن إسرائيل تبحث في كل الخيارات المستقبلية المحتملة، وفي حين هناك من يؤكد أن إسرائيل لن تلجأ إلى خيار الحرب المفتوحة أو الشاملة، وستكتفي بتوجيه ضربات موضعية، هناك من يعتبر أن خيار الحرب المفتوحة أصبح قائماً، خاصوصاً أن تل أبيب تعتبر أن الإيرانيين والروس يتجاهلون مطالبها، مقابل مساعٍ إيرانية لزيادة التوسع في الجنوب السوري، وتحديداً في القنيطرة ودرعا.

يرفض الإسرائيليون أن يستخدم الإيرانيّون الجنوب السوري صندوق بريد، لإيصال رسائل إلى المجتمع الدولي. لكن حتى الآن، لا يبدو أنها جاهزة لفعل شيء، لأن تكريس مبدأ إيصال الرسائل تجلّى بالأمس من خلال طائرة الإستطلاع. وتراهن إسرائيل حالياً على اتصالات دبلوماسية ودولية، لأجل تأمين حزام الأمان بعمق خمسين كيلومتراً. وتطالب بأن يكون الجيش السوري موجوداً على الحدود مع القوات الروسية، مقابل إبعاد أي قوات إيرانية من هناك. أما في حال لم يتحقق ذلك، فإن خيار الحرب سيعود إلى الاحتمالات الأولى.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها