شركة تمنع طلاب اللبنانية من الاعتصام

نشر طلاب في الجامعة اللبنانية صورة لورقة تعهد موقعة باسم شركة بريستيج (ريد كوت)، المتعهدة إدارة وتشغيل السكن الطلابي في مجمع الحدث الجامعي، تمنعهم فيها من ممارسة حقهم في الاعتصام والتظاهر داخل حرم السكن الطلابي. وتمنعهم من نشر أي صورة أو معلومة تتعلق بوحدات السكن وخدماتها على مواقع التواصل الاجتماعي، مهددة من يخالفها باجراءات تأديبية.

أثار البندان 18 و19، اللذان تضمنا هذه الشروط، غضب بعض الطلاب والأساتذة الذين اعترضوا بشدة عليهما، لأنهما يشكلان قمعاً للحريات وانتهاكاً لحقوق الإنسان. وبدأت حملة الوضع مش طبيعي بالاستعداد للتحرك اعتراضاً على هذين البندين، وفق ما قالت رفيف سوني، من الحملة، لـ"المدن".

في اتصال مع الشركة التي صدرت البنود موقعة باسمها، نفت الشركة علاقتها بها، ملقية المسؤولية على المدير الإداري لمجمع الحدث نزيه رعيدي. لكن، رعيدي نفى لـ"المدن" أن تكون إدارة المجمع الجامعي قد وضعت هذين البندين. وأعلن عن بطلانهما كون شركة بريستيج هي من أضافتهما من دون الرجوع إلى إدارة الجامعة، فلا "يحق للشركة اتخاذ أي قرار يخص الجامعة من دون الرجوع إلى إدارتها".

المستغرب أن رعيدي قد عرف بالموضوع وتواصل مع الشركة لمعالجته بعدما وصلته الصورة عبر تطبيق واتساب، وفق ما يقول. ما يعني أن الشركة لم تستشره أساساً في الموضوع قبل اجبار الطلاب على التوقيع عليه. ما يعني أيضاً أن الطلاب لم يلجأوا إلى الإدارة للاعتراض، إنما استعجلوا نشر الورقة قبل سعيهم إلى حل الموضوع إدارياً. وهذا ما يلومهم عليه رعيدي. وقد سحبت الورقة التي تتضمن البندين الاشكاليين واستبدلت بورقة أخرى (الصورة المرفقة).

وإذ يبدو البندان خطوة انتقامية واستباقية تهدف إلى اسكات الطلاب ومنعهم من الاعتصام والاحتجاج على أي مسألة تتعلق بالسكن، كما فعلوا في العام الماضي، إلا أنهما يدفعان إلى السؤال أيضاً عن أسلوب معاملة الشركة لطلاب يفترض أن تؤمن لهم الخدمات بشكل لائق، بينما تفرض شروطاً "تنتهك الدستور والقوانين وتتعارض مع حقوق الإنسان"، وفق المحامي نجيب فرحات.