السبت 2017/09/16

آخر تحديث: 10:18 (بيروت)

حزب الله وجرود عرسال: انسحاب أو إعادة انتشار؟

السبت 2017/09/16
حزب الله وجرود عرسال: انسحاب أو إعادة انتشار؟
سيبقى حزب الله على الحدود اللبنانية السورية (Getty)
increase حجم الخط decrease

بدأ تنفيذ ما كان مقرراً قبل معركة جرود عرسال، وما أعلنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله سابقاً، بأن الحزب سينسحب من جرود عرسال بعد انتهاء معارك الجرود وسيسلّمها إلى الجيش اللبناني متى ما يطلب ذلك. من فترة، تتوالى الاجتماعات العسكرية والاتصالات، حيث كانت قيادة الجيش تتابع باستمرار مسألة استكمال الإنتشار الكامل في السلسلة الشرقية. وقد تم التوصل إلى اتفاق بين الجيش والحزب، على إنسحاب عناصر الحزب وتفكيك مواقعه في جرود عرسال، وتسليمها إلى الجيش، الذي سينشر قواته العسكرية في مختلف المناطق الجردية المحيطة بعرسال، والمناطق القريبة.

وتشير معلومات متابعة إلى أن الحزب بدأ تفكيك مواقعه والإنسحاب مقابل دخول الجيش، واستكماله عملية التمشيط وتنظيف المناطق من أي أسلحة أو متفجرات وألغام قد يكون المسلحون تركوها وارءهم. على أن يتم فيما بعد إعلان المنطقة آمنة والسماح لأهالي عرسال بالذهاب إلى بساتينهم وأراضيهم في الجرود بعد غيابهم عنها لنحو خمس سنوات.

وقد أكد رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري لـ"المدن" أن حزب الله انسحب من جرود عرسال، وهي أصبحت خالية من أي وجود لعناصر من الحزب، فيما دخل الجيش اللبناني إليها وأصبح يسيطر على كامل عرسال وجرودها. ويشير الحجيري إلى أنه وجّه نداءً إلى أهالي عرسال، أبلغهم فيه أن حزب الله أخلى الجرود، ولكنه دعاهم إلى التريث ريثما ينتهي الجيش اللبناني من اجراءاته وتدابيره العسكرية والأمنية.

وتلفت مصادر متابعة إلى أن هذا القرار اتخذ بعد مشاورات عديدة، إذ أبلغ حزب الله جميع المعنيين، بأنه حريص على أراضي بلدة عرسال، وهو لا يريد البقاء فيها، كي لا يتسبب ذلك بأي استفزاز مذهبي، أو يتم فهم الأمور بطريقة خاطئة، لا سيما إذا ما حاول بعض المصطادين بالماء العكر إثارة الموضوع، لأجل إثارة فتنة ما أو ارساء جو من التوتر، عبر الايحاء من قبل بعض الأصوات بأن حزب الله يحتلّ جرود عرسال. وتكشف المصادر أن الاتصالات كانت جارية بين الحزب والجيش، وبين الحزب والرئيس سعد الحريري، الذي كان قد طالب أكثر من مرّة بضرورة تسلّم الجيش كل الأراضي في تلك المنطقة، وأن تنحصر به مسؤولية حماية الحدود والإنتشار في المنطقة الحدودية بين لبنان وسوريا.

وتشير المصادر إلى أن قائد الجيش العماد جوزيف عون إبلغ وفداً من بلدية عرسال بهذه الخطوة، بالإضافة إلى لجوء الجيش إلى مسح الأراضي الجردية، لإزالة الألغام، وتوفير السلامة للمزارعين الذين يعبرون عن سعادتهم لما يحصل، خصوصاً أنهم سيعودون إلى أراضيهم، بعد إنقطاع عنها لسنوات.

وبعد هذه الاجراءات هناك من يطرح سؤالاً عما إذا كان الحزب سينسحب من المنطقة الحدودية كلها وليس من جرود عرسال فحسب. وتشير مصادر معنية إلى أن الحزب وبناء على اتصالات محلية وخارجية، قد يلجأ إلى تسليم الجيش اللبناني مناطق عدة بين لبنان وسوريا، خصوصاً أنه يعتبر نفسه قد أنجز المهمة التي دخل لأجلها إلى سوريا، واستطاع حماية لبنان، واليوم أصبح في إمكان الجيش تسلّم هذه المناطق واستكمال المهمة بحفظ الأمن ومنع تسلل المسلحين في اتجاه الأراضي اللبنانية. ويريد الحزب من خلال ذلك القول إن دوره يتكامل مع دور الجيش. ولكن هذه الخطوات لا تعني أن الحزب سينسحب من سوريا، ويعود إلى لبنان، لأن هذه اللحظة لم تحن بعد رغم كثرة الحديث عنها. وتؤكد المصادر أن الحزب سيعود من سوريا بعد إعلان انتهاء الأزمة السورية، ولكنه سينحب من المناطق الحدوية إلى العمق السوري، وإلى لبنان. ومن بين الأسباب التي ستدفعه إلى ذلك، عدم البقاء في مناطق مكشوفة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها