بيروت: أساليب جديدة لجمع النفايات أغلى من سوكلين

رغم احتمال تنفيذ قرار اقفال مطمر كوستابرافا بعد نحو أسبوع، وتأكيد المعنيين انتفاء القدرة الاستيعابية لمطمري كوستابرافا وبرج حمود، تمضي بلدية بيروت في خطتها لمعالجة النفايات، بالإعلان عن مشروع كنس وجمع النفايات الصلبة في مدينة بيروت.

ففي مؤتمر صحافي عقد في بلدية بيروت، الجمعة في 15 أيلول، شرح رئيس البلدية جمال عيتاني تفاصيل المشروع الذي ينطلق من تقليص حجم النفايات عبر الفرز من المصدر وصولاً إلى انتاج الطاقة من النفايات المتبقية، بعدما حمل إلى أهالي بيروت خبر فوز ائتلاف شركتي أطلاس التركية ورامكو اللبنانية بمناقصة كنس وجمع ونقل النفايات، الذي يفترض أن يستلم مهماته بعد 5 أشهر من توقيع العقد معه، أي فور إبداء ديوان المحاسبة موافقته.

المشروع بتفاصيل تنفيذه مهم للغاية، إذا ترافق مع حسن تطبيقه ورقابة دقيقة. وهذا ما افتقرنا إليه في الأعوام الماضية. استندت الخطة المتكاملة لبلدية بيروت إلى خمس نقاط أساسية: الفرز من المصدر، جمع النفايات المفرزة وإعادة التدوير، الفرز مرة ثانية، معالجة ما تبقى من النفايات وانتاج الطاقة. لكن، من دون التطرق إلى الآلية المستخدمة في انتاج الطاقة.

إلا أن مآخذ كثيرة يمكن تسجيلها. وأولها إطلاق المشروع بمعزل عن مصير المطامر. ما يعني أن مصير النفايات ووجهتها سيبقيان مجهولين. والبلدية ستمضي بتنفيذ مشروع انتاج الطاقة من خلال محرقة النفايات رغم اعتراضات الأهالي والأحزاب، وذلك بتأكيد من عيتاني، الذي قال إن البلدية حريصة على صحة الأهالي، فلا بد أن يكونوا على ثقة بأنه الحل الأفضل في معالجة النفايات، ولن يشكل خطراً عليهم. وانتقدت البلدية لإعلانها فوز الشركة التركية قبل ابداء ديوان المحاسبة موافقته. ما برره عيتاني بأن البلدية أعلنت النتيجة بعد تسريب النتائج في الإعلام ويحق لديوان المحاسبة عدم الموافقة على نتيجة المناقصة.

حلول جديدة
ووفق عيتاني فإنه سيتم تجهيز بيروت بثلاثة أنواع من مستوعبات النفايات: النفايات العضوية، القابلة للتدوير، والعوادم. وذلك في أكثر من 70 موقعاً، على أن يخصص لكل نوع شاحنة مخصصة.

واللافت في المشروع، إنشاء حاويات تحت الأرض في 250 نقطة في بيروت، ستخصص شاحنات لها، وستلتزم الشركة الفائزة أعمال البنى التحتية كعمليات حفر وبناء لإنشاء الحاويات، ستدفع البلدية تكلفتها في العام الأول من استلام الشركة فقط. وستلتزم في مشروع خاص لنقل النفايات الورقية من المدارس والجامعات، والنفايات العضوية من المطاعم لتأمين عملية فرز صحيحة.

وقد طالبت البلدية بتوظيف أكبر عدد من اللبنانيين في المشاريع، والمشاركة في حملة التوعية التي ستبدأها البلدية في وقت قريب. أما معملا الكورال والكرنتينا، فقد أشار عيتاني إلى احتمال انتهاء تأهيلهما في فترة قصيرة.

أسعار جديدة
بلغت قيمة العقد نحو 71 مليون دولار لمدة 5 سنوات. لكن هل يعتبر العرض الحالي، من الناحية المادية، أفضل من عروض سوكلين السابقة؟

يؤكد مستشار رئيس حزب الكتائب لشؤون الإدارة العامة شارل سابا أن أسعار الكنس في العقد الحالي أغلى من العقود السابقة لسوكلين بفارق 11 دولاراً للكيلومتر الواحد، وبفارق 12 دولاراً للطن الواحد في جمع ونقل النفايات.

وتبلغ كامل كلفة الكنس في العام الواحد 4 مليون و800 ألف دولار، أي نحو 34 دولاراً للكيلومتر الواحد في العقد الجديد بينما كانت 23 دولاراً مع سوكلين. أما كلفة الجمع فتبلغ 9 مليون و397 ألف دولار أي نحو 39 دولاراً للطن الواحد بينما كانت 27 دولاراً مع سوكلين. وبكلفة إجمالية للعقد 14 مليون و179 ألف دولار للعام الواحد.
تجدر الإشارة الى أن أحد بنود العقد، كما أعلن عيتاني، ينص على تأمين المتعهد سكن العمال وصيانة الآليات والمكاتب، التي ستنقل إلى عقار يملكه جهاد العرب في بصاليم على أوتوستراد نهر الموت. ما يفسر الرابط بين العرب ورامكو، وفق سابا.

حرق النفايات
تبلغ القدرة الاستيعابية لمعمل انتاج الطاقة 750 طناً يومياً، ويمكنه انتاج 18 ميغاوات من الكهرباء. لكن حجم النفايات المنتجة في بيروت يبلغ 650 طناً، 250 منها تنقل إلى معمل المعالجة في صيدا، والجزء الآخر إلى المطامر. فهل سيتم حرق جميع النفايات المنتجة بينما كان يفترض أن يتبقى بعد عملية الفرز واعادة التدوير نفايات أقل بكثير. يجيب عيتاني: "حجم النفايات يزداد كل عام، والحجم الذي سينتج عن الفرز والمعالجة والتدوير سينخفض حتماً. لكننا رفعنا القدرة الإستيعابية تحسباً لأي زيادة في المستقبل، خصوصاً أن المعمل يفترض أن يعمل لنحو 25 عاماً".