الجمعة 2017/09/01

آخر تحديث: 00:28 (بيروت)

الجميع يعرف أنهم حزب الله

الجمعة 2017/09/01
الجميع يعرف أنهم حزب الله
مع تغير الشرق الأوسط تغير حزب الله أيضاً (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

استمر حزب الله على مدى ثلاثة عقود في التركيز على كونه مجموعة عسكرية لبنانية تقاتل إسرائيل. لكن، مع تغير الشرق الأوسط تغير الحزب أيضاً. فأرسل جحافل من المقاتلين إلى سوريا والمُدربين إلى العراق. ودعم المتمردين في اليمن، وساعد في تنظيم كتيبة من المسلحين من أفغانستان التي يمكن أن تقاتل في أي مكان تقريباً. الدور الإقليمي للحزب، تحدث عنه الصحافي الأميركي بن هوبارد لصحيفة نيويورك تايمز، بعدما توجه إلى العراق وسوريا ولبنان وأجرى عدداً من المقابلات مع المقاتلين الذين دربهم خبراء الحزب والسياسيين.

يصف رجال الميليشيات، الذين قابلهم هوبارد في العراق، كيف سجلوا أسماءهم في مكاتب تجنيد الميليشيات المدعومة من إيران لمحاربة تنظيم داعش. وقد تم تدريب بعضهم في العراق، بينما ذهب آخرون إلى إيران لمدة 15 يوماً قبل أن يتوجهوا إلى سوريا للقتال. أما المقاتلون الأكثر خبرة فقد تلقوا دورات متقدمة مع القادة الإيرانيين وحزب الله في إيران أو لبنان.

يضيف المقاتلون أن ضباطاً من إيران نسقوا مع القوات البرية في الجيش السوري والقوات الجوية الروسية، في حين قدم حزب الله قادة ميدانيين يتحدثون العربية. وقد أشار علي كريم محمد، وهو قناص عراقي، إلى معركة جرت ضد داعش في وسط العراق عندما ظل مقاتلو التنظيم يرسلون سيارات مدرعة مليئة بالمتفجرات، لا يمكن لأسلحة رفاقه تدميرها. وما إن طلبوا المساعدة، حتى قدمت مجموعة من المقاتلين اللبنانيين صواريخ متقدمة مضادة للدبابات. يضيف: "كان الجميع يعرف أنهم حزب الله".

من جهته، يقول جعفر الحسيني، المتحدث العسكري باسم ميليشيات عراقية أخرى تعمل مع حزب الله: "اليوم لدينا مشروع واحد في المنطقة. فالتهديد الذي تتعرض له سوريا وحزب الله والعراق أقنعنا بأننا بحاجة إلى التنسيق والعمل معاً".

يمنع حزب الله مقاتليه من التحدث مع الغرباء. لكن، من خلال معارفه التقى بن هوبارد، في نيسان 2017، بمقاتلين من الحزب في سوريا وافقوا على الكلام شرط أن يخفي هويتهم. وقد أظهر له أحد المقاتلين أشرطة فيديو له وهو يقاتل في سوريا، وقال إنه انضم إلى الحزب في سن 15 لمحاربة إسرائيل. وعندما سأله هوبارد عما إذا كان قتال مسلمين آخرين في سوريا مختلفاً عن محاربة إسرائيل، قال المقاتل إنها المعركة نفسها، "لم يتغير شيء بالنسبة إلينا. نحن ما زلنا المقاومة".

ورداً على سؤال عن استخدام تكتيكات الحصار في المدن السورية مثل مضايا، ادعى أحد مقاتلي الحزب أن المسلحين هم الذين تسببوا في الجوع، عن طريق اكتناز الطعام. أما مقاتل آخر فقد أرجعها إلى تكلفة الفوز بالحرب، قائلاً: "إما أن تكون قوياً أو ضعيفاً. وإذا كنت ضعيفاً ستؤكل. والآن، حزب الله قوي".

يدير الحزب، وفق هوبارد، عمليات سياسية واجتماعية وعسكرية واسعة النطاق تمنحه السلطة في الداخل وتزيد نفوذه في الخارج. وقال ديبلوماسيون ومسؤولون لبنانيون إن حزب الله لا يسيطر على الدولة بقدر ما يحافظ على السلطة التي يحتاج إليها لمنع أي جهد لتقويض قوته. لكن أنشطته في الخارج لا تزال تثير قلق العديد من اللبنانيين، في حين أن قوته تشكل خطراً على البلاد.

في الوقت الحالي، يبدو أن الحزب وفق هوبارد يتجنب التصعيد مع إسرائيل من أجل التركيز في أماكن أخرى. ويعمل الحزب على تحصين النفوذ السياسي في لبنان عبر العمل مع العديد من الشخصيات السياسية. ومن أجل الاستفهام بشأن هذه المسألة، التقى هوبارد نائب كتلة الإصلاح والتغيير آلان عون، الذي قال إن حزب الله فصل بين أنشطته المحلية والإقليمية وأنه يعتبره شريكاً سياسياً قيماً. إلا أنه يشير إلى أن دعوة لبنان إلى احتواء حزب الله كانت غير واقعية بعد عقود من الدعم من إيران وسوريا، وأن المواجهة مع الولايات المتحدة وإسرائيل ساعدته على النمو. يضيف: "كل هذه الدول ساهمت منذ 30 عاماً في خلق هذه السلطة، والآن تقول لنا: اذهبوا أيها اللبنانيون وحلوا هذه المشكلة. لكننا لا نستطيع، فهي أكبر منا".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها