معارك الجرود تؤجل توقيع السلسلة

أمِلَ المستفيدون من سلسلة الرتب والرواتب، على مدى أيام مضت، أن يوقع رئيس الجمهورية ميشال عون قانوني السلسلة والضرائب الملحقة بها. وكبرت الآمال بعد لقاء بعبدا الذي جمع الهيئات الإقتصادية والعمالية، يوم الاثنين 14 آب، وتالياً بعد تعديل مجلس النواب بعض البنود، يوم الأربعاء 16 آب، على وقع ما تم الإتفاق عليه في بعبدا.

إلا أن التوقيع مازال مؤجلاً، وأتت معركة جرود رأس بعلبك التي حملت عنوان "فجر الجرود" لتشغل عون عن كل الملفات في البلاد، وتحديداً ملف السلسلة. وأكد المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية هذا التأجيل، مع الإشارة إلى أن التوقيع سيكون "ضمن المهل المحددة في الدستور". فالرئيس، وفق بيان المكتب الإعلامي، يستند في موقفه إلى معطيات "تحقق مصلحة لبنان العليا وتحافظ على حقوق اللبنانيين وعلى السلامة المالية العامة".

معركة الجرود قدّمت الوقت لعون للمناورة، شرط عدم تجاوز المهل الدستورية التي تعطي رئيس الجمهورية مهلة شهر لتوقيع القانون، ففي حال عدم التوقيع، يصبح القانون نافذاً وينشر في الجريدة الرسمية. على أن هذه المناورة لن تصل إلى خواتيم تتناقض مع إقرار السلسلة التي باتت أمراً واقعاً. كما أن عون لن يتصادم مع بري الذي يصر على توقيع السلسلة.

وتشير مصادر مقربة من عين التينة، إلى أن "لا مجال للشك في شأن موقف بري الداعي إلى مرور السلسلة بتوقيع بعبدا، وليس نفاذها بانتهاء مهلة الشهر". وعن رد سبب إصرار بري على توقيع عون، إلى السجال السياسي بين الطرفين، ترى المصادر في حديث لـ"المدن" أن "لا خلفيات سياسية في ملف السلسلة بالنسبة إلى بري"، وإن كان الأخير يضغط على عون "فلأن السلسلة لم تعد تحتمل التأجيل". أما الناحية السياسية "فقد يراها كل طرف من زاويته. وفي كل الأحوال، فإن الضغط يفيد إقرار السلسلة، لا تعطيلها".

بالتوازي مع إصرار بري على توقيع عون للسلسلة في القريب العاجل، دعت الهيئة الوطنية لقدامى القوى المسلحة الى التجمع صباح يوم الأحد 20 آب، قرب قصر الأونيسكو، والتوجه نحو قصر عين التينة للقاء بري. في إشارة إلى محورية دور بري في إقرار السلسلة حتى وإن أبدى عون رغبته في التوقيع.