السبت 2017/08/19

آخر تحديث: 12:12 (بيروت)

المعركة ضد داعش: كشف مصير العسكريين المخطوفين

السبت 2017/08/19
المعركة ضد داعش: كشف مصير العسكريين المخطوفين
الجيش يجزم أنها معركة نهاية داعش (علي علوش)
increase حجم الخط decrease
فجر السبت، في 19 آب، أطلق قائد الجيش جوزف عون معركة فجر الجرود، وإلى جانبه رئيس الجمهورية ميشال عون، في مقر القيادة في وزارة الدفاع. أطلقت المعركة بعد وضع خطّة محكمة، جوية وبرّية، لاقتحام الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم داعش في جرود القاع ورأس بعلبك. قبيل إنطلاقها بساعات تمنّى الجيش على وسائل الإعلام عدم التكهن بساعة الصفر، لأن ذلك يؤثر سلباً على مسار المعركة ومجرياتها. وهي كانت قد بدأت قبل فترة عبر عمليات القصف والرصد الجوي والميداني. يوم زار قائد الجيش الجرود وغرفة العمليات في المنطقة، كان الهدف وضع اللمسات الأخيرة على الخطّة. واستمر بالإشراف على مجريات المعركة، من غرفة العمليات المركزية المرتبطة بغرفة العمليات المتقدمة في رأس بعلبك.


لدى الجيش، وفق معلومات عسكرية، كل إحداثيات مواقع مسلحي التنظيم، بعد عمليات رصد دقيقة أجرتها طائرات سيسنا، التي تتمتع بتقنيات عالية في مجال التصوير والرصد خصوصاً ليلاً، والتي تعطي صورة دقيقة لطبيعة الأرض وجغرافيتها، وكيفية تنقّل مسلحي التنظيم بين مواقعهم. النقطة صفر، في المعنى العسكري للمعركة، تبعد نحو 7 كيلومترات عن مواقع التنظيم. ومن هذه النقطة، بدأ الجيش بالتقدم شرقاً لاسترجاع عدد من النقاط والتلال. وهذه المسافة سمحت للجيش بتحقيق إصابات مباشرة ضد الأهداف التي استهدفها القصف.

الهدف البرّي الأول كان تقدّم الجيش باتجاه بعض المواقع التي استحدثها تنظيم داعش في الجرود، وهي نقاط مقابلة لتلال حرف الجرش وتلة الحمرا شرقاً، وخربة شميس جنوباً. ويؤكد مصدر عسكري رفيع أن المعركة تسير وفق الخطّة التي يرسمها الجيش، والتي يريد تحقيقها، مؤكداً أن الجيش هو صاحب المبادرة، والذي يتحكّم بمسار المعركة، فيما مسلّحو التنظيم غير قادرين سوى على الدفاع، بحكم الحصار الذي تعرّضوا له، وعمليات القصف التي استهدفتهم وحققت في صفوفهم وفي تحصيناتهم إصابات مباشرة.

استطاع الجيش التقدّم بعمق خمسة كليومترات في اليومين الماضيين. وهذا التقّدم منحه القدرة على كشف معظم طرقات مسلّحي التنظيم. وهو أصبح قادراً على السيطرة عليها بالنار. ولدى سؤال المصادر عن إمكانية التفاوض أو إنسحاب مسلّحي التنظيم، تجيب أن لا تفاوض قبل كشف مصير العسكريين، وأن هناك خيارين أمام عناصر التنظيم لا ثالث لهما: إما الموت أو الإنسحاب بعد كشف مصير العسكريين.

وتتوقع المصادر أن يطلب التنظيم التفاوض بعد تضييق الخناق عليه، وتعرضه لضغط شديد. وهذا سيبقى دونه عقبات عديدة، بما فيها وجهة التنظيم بعد الإنسحاب، وهي مسألة تحتاج إلى موافقة الدولة السورية. بالتالي، ستفرض إتصالات لبنانية- سورية على هذا الصعيد.

وتعتبر المصادر أن الجيش يهدف إلى القضاء على التنظيم ووجوده في كل الأراضي اللبنانية. وتشدد المصادر على رفض الجيش لتكرار السيناريو الذي حصل مع جبهة النصرة والذي أدى إلى إنسحابها نحو الشمال السوري. ففي حال "عرض التنظيم الارهابي الاستسلام والانسحاب، فالموضوع تأخر الآن، ولن يوافق أحد على انسحاب داعش نحو أي مكان والباب أغلق مع انطلاق المعركة، وقد يكون هناك قنوات معينة ستستعمل تحت الضغط العسكري وبحسب الشروط اللبنانية هذه المرة".

وكان مدير التوجيه في الجيش العميد علي قانصوه قد أكد أن "لا تنسيق مباشراً أو غير مباشر مع حزب الله والجيش السوري والعملية بدأت منذ اتخاذ القرار".

ومع بدء الهجوم البرّي، بدأ عناصر التنظيم بالذهاب اكثر نحو عمق الجرود. وقد يكون ذلك إنسحاباً أو تكتيكاً لتنفيذ مناورات. لكن المصادر العسكرية تؤكد أن التنظيم في وضع مأزوم ومحاصر ولا مجال للهرب. وما يحصل اليوم هو اطباق نهائي عليه. ولا تخفي المصادر إمكانية لجوء التنظيم إلى الاعتماد على العمليات الإنتحارية، عبر الإيحاء أن عناصره يعملون على تسليم أنفسهم. إلا أن الجيش يجزم أنها معركة نهاية داعش، وسيعلن الإنتصار عاجلاً أم آجلاً.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها