السبت 2017/08/19

آخر تحديث: 01:12 (بيروت)

الحريري وميقاتي يغرّدان على التوتر العالي

السبت 2017/08/19
الحريري وميقاتي يغرّدان على التوتر العالي
وستزيد المحطة ساعات التغذية إلى 18 و21 ساعة (دالاتي ونهرا)
increase حجم الخط decrease

لم تنتهِ زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى طرابلس، الجمعة في 18 آب، لتدشين محطة التحويل الرئيسية 220 ك.ف. في منطقة البحصاص، من دون استئناف سجال التغريدات بينه وبين رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي.

الحريري، الذي أطلق من البحصاص خطّة حكومته للكهرباء، التي تمتد على 3 مراحل، حملت زيارته ذات الشكل "الإنمائي"، بُعداً سياسياً في المضمون، سعى فيه من جهة إلى تكريس حضوره في الشمال، ومن جهةٍ أخرى، إلى الردّ على اتهامات خصومه السياسيين في طرابلس، لاسيما ميقاتي، الذي يُصرّ على رأيه أنّ حكومة الحريري لم تخطُ بعد نحو أيّ إنجاز.

في الواقع، لا مجال للشكّ أن الجدل التويتري بين الحريري وميقاتي، لم يعد يخفي انسداد الأفق لنقاشٍ هادئ خارج صيغة الاستفزاز الكلامي و"الردّ على الردّ"، ومزايدة كلا الطرفين على بعضهما في الانجازات. فميقاتي الذي طلب من الحريري أجوبة مقنعة عن انجازات حكومته، قائلاً إن الرأي العام سيحكم، جاء ردّ الحريري عليه ساخراً بـmerci مع غمزة. وقد انسحب الجدل إلى أنصارهما في الشبكة الافتراضية، لدرجة أن الطرفين أصبحا يحتسبان انجازات زعيمه في السياسة والإنماء والمواقف، وينشرانها لإثبات فشل الآخر. فجبهة الحريري تتهم ميقاتي بـ"الحقد"، وجبهة ميقاتي تتهم الحريري بـ"التنازلات".

ينفي مستشار ميقاتي الدكتور خلدون الشريف أنّ يكون كلام ميقاتي مرتبطاً بتدشين محطة الكهرباء. وفي حديثٍ إلى "المدن"، يشير إلى أنّ "غياب التضامن الوزاري" عرّض الحريري إلى الانتقاد، رغم أنّ "تاريخ رؤساء الحكومة مليء بانتقاداتهم لعمل بعضهم. وهذا إيجابيّ في تصويب عمل مجلس الوزراء".

لكن حكومة الحريري وصلت إلى درجةٍ أنّها حكومة "كلّ مين إيدو إلو، حيث تفتح فيها الوزارات دكاكين على حسابها". فـ"الوقائع تشي أن ثمّة عدم احترام لقيمة الحكومة في زيارة بعض الوزراء إلى سوريا، بصرف النظر عن موقفنا منهم. كذلك، قصة الكهرباء واستئجار البواخر غير مقنعة على الاطلاق، كما التحجج بعدم وجود مواقع على اليابسة، فيما هناك معامل معطّلة؛ إضافة إلى تسويف موعد الانتخابات الفرعية والتهرب من اجرائها". ويسأل الشريف: "إذا سرنا في هذه المعادلة، هل يقبل الحريري أن يقوم أحد الوزراء بزيارة رسمية لقطر؟".

في مدى أبعد، يجري الاعتقاد شمالاً أنّ تموضع ميقاتي في خطّ الهجوم على الحريري، هو تصرفٌ بديهي يشبه "الأخذ بالثأر"، بعدما لقيَ ميقاتي هجموماً كبيراً من فريق الحريري خلال ترأسه الحكومة. ومرحلة "القطيعة" التي اعتقد كثيرون أنّها انتهت بين الرئيسين في تحالفهما البلدي في طرابلس، قبل نحو عام، في مواجهة الوزير السابق ​أشرف ريفي​، لم تلبث أن عادت على شكل حرب "الزعامة السنيّة" قُبيل الاستحقاق النيابي المقبل.

بالعودة إلى محطة التحويل الرئيسية في البحصاص، التي يعود تلزيمها إلى العام 2013، وكانت تندرج ضمن خطّة وزير الخارجية جبران باسيل عندما كان وزيراً للكهرباء، يستغرب وزير العمل محمد كبارة أن يضع أحدٌ تدشين الحريري لها خارج السياق الإنمائي. ويقول لـ"المدن": "زيارة الحريري إلى طرابلس كانت إنمائية، ولم تحمل أيّ هدفٍ سياسي. وكما وعدت الحكومة قبل شهرين بأن تنعم طرابلس بالكهرباء، جاء الحريري ووفى بوعده". فـ"هذه المحطة، ستغذي طرابلس وضواحيها وستزيد ساعات التغذية إلى 18 و21 ساعة، وفيها 122 مخرجاً للتغذية. وهي تعمل وفق نظام فريد ومتطور يحدّ من خطورة الترددات، ولا يخرج منها الدخان".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها