الخميس 2017/08/17

آخر تحديث: 00:44 (بيروت)

حزب الله يهدي المستقبل سرايا المقاومة؟

الخميس 2017/08/17
حزب الله يهدي المستقبل سرايا المقاومة؟
هل يريد حزب الله إراحة الحريري في بيئته؟ (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

علّق الحوار الثنائي بين تيار المستقبل وحزب الله قبيل إنجاز التسوية الرئاسية. اعتبر المتحاورون أنهم أنجزوا ما كانوا يريدون إنجازه، فيما بقي أحد الملفات الأساسية التي طرحها المستقبل سابقاً ولم تصل إلى نتيجة، معلّقاً. هذا الملف الذي تقدّم به وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق هو حلّ سرايا المقاومة، قد يعود إلى الواجهة مجدداً في الأيام المقبلة. ليس هذا الملف وحده بل ثمة من يهمس بضرورة طرح مسألة سلاح الحزب، بعد انتهاء معارك الجرود والحدود.

استطاع المشنوق، تسجيل العديد من الأهداف في فترة الحوار الثنائي. أنجز خطّة أمنية لطرابلس، والضاحية الجنوبية والبقاع. تعرّضت هذه الخطة لانتكاسات، لكنها عادت وفُعّلت ثم أُوقفت. بعد إنجاز هذه الخطط، طرح المشنوق حلّ سرايا المقاومة، وجرى بحث الملف في أكثر من جلسة حوار، من دون الوصول إلى نتيجة. اليوم، ثمة من يعتبر أن الظروف أصبحت ملائمة لإعادة طرح هذا الملفّ، لا سيما في ظل الحديث عن إعادة تفعيل الحوار الثنائي.

قد يستند المستقبل في طرحه المتجدد إلى أجواء دولية وإقليمية، خصوصاً التصعيدية ضد الحزب، وإلى قراءة مفادها أن ليس بإمكان الحزب الاستمرار بهذه الطريقة مع الفئات اللبنانية. وهذا الكلام المستقبلي، الذي قد يطرحه المشنوق، سيكون عبارة عن مواقف تصعيدية، تقوم على رفض استمرار الحزب في تجنيد شباب من الطائفة السنّية وتسليحهم وتسليطهم على المواطنين في عدد من المناطق.

هذا الملف إذا ما أعيد فتحه، سيكون عاملاً شعبياً مساعداً لتيار المستقبل على أبواب الانتخابات النيابية. ويعتبر البعض، حتى في صفوف المستقبل، أن طرح هذا الملف يحصل بالتوافق مع حزب الله، الذي لم يعد بحاجة إلى السرايا في المناطق السنية، في ظل التحالف الضمني بينه وبين الحريري، والذي يعتبر تحالفاً استراتيجياً في هذه المرحلة. بالتالي، هو يريد إراحة الحريري في بيئته.

بمعزل عن التقديرات والتحليلات المتناقضة، يعتبر المستقبل أن حزب الله يستعجل استثمار انتصاراته الخارجية في الداخل اللبناني، خصوصاً أن البلد محكوم بتوازنات لا يمكن المساس بها أو الإقتراب منها، لأن أي اهتزاز فيها يعني الدخول في حرب أهلية. لذلك، يبدو المستقبل مطمئناً لعدم صرف هذه الانتصارات في الداخل ضمن بنية السلطة، بل يطمئن إلى أنه سيبقى هو الركن الأساس في التركيبة السلطوية.

إضافة إلى ذلك، فإن المفصل الأساس بالنسبة إلى المستقبل سيكون بعد إقرار العقوبات الأميركية ضد الحزب. فالانعكاسات السلبيّة لذلك على الوضع المالي للحزب، ستجعله غير قادر على الاستمرار في تمويل أذرعه وأفرعه ومنها سرايا المقاومة، خصوصاً إذا ما ربطت العقوبات بالعقوبات الأميركية على إيران. ما يجعل المستقبل مراهناً على الحصول على بعض التنازلات من الحزب.

وفيما يحاول حزب الله استعجال التسوية في سوريا لترجمتها في الداخل، يريد المستقبل مواكبة التسوية داخلياً. وهذه المواكبة ليست بالضرورة أن تكون مواجهة الحزب جذرياً، لاسيما أن لا قدرة مستقبلية على ذلك، إنما سيسعى إلى تثبيت موقعه أكثر، وربما تثبيت التحالف مع حزب الله، مقابل الاستمرار في الاحتفاظ بالسقف الكلامي المرتفع ضد الحزب، خصوصاً أن الانتخابات على الأبواب.

في مقابل ذلك، يعتبر حزب الله أن هذا الكلام، كما غيره من المواقف التي يطلقها المستقبل بين الحين والآخر، والتي تحتّمها الوقائع الميدانية في لبنان والمنطقة، هي لأجل حفاظ المستقبل على قاعدته الشعبية، وعدم الاعتراف بالهزيمة. وبالنسبة إلى حزب الله، فإن المستقبل لا يريد الإقرار بأن المشروع الذي ينتمي إليه أو يؤيده قد هزم، في سوريا وغيرها، وهو ما انعكس تنازلات سياسية في لبنان. بالتالي، فإن حجب هذه النتيجة هو ما تقود المستقبل إلى إطلاق هذه المواقف والشعارات، التي لن تنحصر بملف سرايا المقاومة، بل ستصل إلى المطالبة بتوسيع صلاحيات القرار 1701، وإنتظار العقوبات وغيرها. أما حزب الله فيرى أن لا نتائج عملية أو واقعية لذلك كله.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها