الثلاثاء 2017/08/15

آخر تحديث: 09:22 (بيروت)

محسن وزوجته لم يكملا عشاءهما الأخير

الثلاثاء 2017/08/15
محسن وزوجته لم يكملا عشاءهما الأخير
يعمل محسن في أحد أكبر المتاجر في بوركينا فاسو منذ نحو 3 سنوات
increase حجم الخط decrease
لم يتخيل أهل الشاب محسن محمد فنيش، من معروب في قضاء صور، أن عشاء محسن مع زوجته، الحامل في شهرها السادس، في أحد المطاعم التركية في بوركينا فاسو سيتحول إلى كارثة تقضي على أحلامهما ومولودهما المنتظر، بعدما قضيا في الاعتداء الارهابي الذي وقع مساء الأحد في 13 آب في المطعم، والذي أودى بحياة 18 شخصاً من بينهم ثلاثة لبنانيين.

عائلة فنيش مستقرة في السنغال منذ أكثر من 32 عاماً. ومحسن (35 عاماً) يعمل في أحد أكبر المتاجر في بوركينا فاسو منذ نحو 3 سنوات، وقد تزوج من امرأة كندية الأصل منذ سنة ونصف. الاتصال الأخير بين محسن وعائلته، كان مع والده وشقيقته مساء الأحد، وقد أبلغهما أنه سيتوجه إلى تناول العشاء مع زوجته في أحد مطاعم بوركينا فاسو. ومع توارد الأخبار إلى العائلة عن العمل الإرهابي، حاولت مرراً التواصل مع إبنها محسن، لكنها لم تلق أي إجابة إلا بعد ساعات طويلة وبعد اتصالات قام بها الوالد مع معارفه ولبنانيين في بوركينا فاسو ليأكدوا له مصرع إبنه وزوجته في الاعتداء الارهابي.

الأب المفجوع سيتوجه صباح الثلاثاء، في 15 آب، من السنغال إلى بوركينا فاسو لاتمام مراسم نقل الجثمانين، وفق عدنان فنيش، شقيق والد الضحية، الذي يقضي اجازته الصيفية في لبنان. ويقول فنيش إن محسن من شباب العائلة الطيبين، وهو كادح منذ صغره، ولم يكمل دراسته بسبب وعيه المبكر على الأعمال التجارية في بلد الاغتراب، السنغال، الذي نشأ فيه.

ويرجح أحمد فنيش، إبن عم الضحية، أن يدفن محسن وزوجته في السنغال بعد الانتهاء من الترتيبات في بوركينا فاسو.

ورغم استقرار العائلة في السنغال، تواصلت وزارة الخارجية والمغتربين مع أقارب الضحية الموجودين في لبنان لتسهيل سفرهم ضمن الوفد اللبناني الرسمي الذي سيتوجه إلى بوركينا فاسو. وتم التواصل مع والد الضحية لتأمين الاجراءات اللازمة بين السنغال وبوركينا فاسو لنقل الجثمانين.

محسن الشاب الهادئ، والمحترم إلى أقصى الحدود، وفق أبناء بلدة معروب، كان يتردد سنوياً إلى لبنان خلال فصل الصيف، إلا أن الموت هذه المرة قد فاجأه.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها