الإثنين 2017/08/14

آخر تحديث: 15:50 (بيروت)

رصاصة عرس في رأس هناء

الإثنين 2017/08/14
رصاصة عرس في رأس هناء
كانت هناء ناشطة في حملة بدنا نحاسب (لوسي بارسخيان)
increase حجم الخط decrease

بعدما كانت هناء حمود (21 سنة) ناشطة في حملة بدنا نحاسب، حولتها رصاصة طائشة اخترقت دماغها مباشرة في ليلة زفاف في بلدة حوش الحريمة، إلى مادة استنكار جديدة، تذكر بمسلسل "قتل واصطياد المواطنين الأبرياء في بيوتهم وفي الشوارع".

لم تكن هناء متحمسة للذهاب إلى العرس، كما يروي أقارب لها، إلا أن والدتها التي أرادتها أن تمضي وقتاً طيباً أقنعتها بالذهاب. وبينما كانت حلبة الرقص مشتعلة، وقفت هناء متفرجة على شرفة منزل، من دون أن يخطر لها أن أحدهم، وفي لحظة طيش، سيخرج سلاحه ويطفئ فرحة العرس القائم، ومعها حياة هناء.

اخترقت الرصاصة وجه هناء حتى دماغها، فجعلتها في حالة موت دماغي منذ اللحظة الأولى. وما يبقيها حية حتى الآن، وفق الأطباء، هي جرعات أوكسيجين، فيما قرار وقف التجهيزات متروك للأهل الذين يرفضون أن يصدقوا أن وحيدتهم، وكبيرة شقيقيها، لن تعود موجودة بينهم، ولن يعيدها إليهم حتى تسليم مطلق النار أحمد ي. (35 سنة) نفسه إلى القوى الأمنية.

مع ذلك بقيت الوالدة متعلقة بشعرة أمل تعيد الحياة لـ"هنوءة"، الابنة الذكية والمتفوقة في دراستها في الجامعة اللبنانية، التي كان يفترض أن تكمل هذه السنة سنتها الرابعة في إختصاص الفيزياء. ترتفع صرخاتها مع الأقارب عندما يحاول أحدهم أن يقرب لها فكرة وفاتها، لتعود وتأمل بتخطيطات إضافية يمكن أن تجرى لدماغ ابنتها ربما تظهر بصيص أمل. لكن الكل يهمس من حولها أن الأمر قد قضي فعلاً.

عندما يُسأل عمها رياض عن هناء، يعتبر أن العائلة ليست وحدها من فقد هناء، إنما الوطن أيضاً. يقول: "كانت هناء إنسانة طموحة، ذكية، مثقفة، وتحب الوطن، ناشطة في حملة بدنا نحاسب، وتريد أن تترك ولو أثراً بسيطاً في اصلاح مجتمعها. لكنها للأسف هي ضحية مجتمع صار أسير السلاح المتفلت".

العائلة المستعدة للتسليم بالقضاء والقدر، ليست مقتنعة أن ادعاءها الشخصي على مطلق النار سيكبح ظاهرة السلاح المتفلت، بل تعتبر أن المعضلة الأساسية هي في السلاح المتفشي بين أيدي "الجهلة والأشخاص الطائشين"، الذين حولهم الفساد المتفشي إلى مشاريع مجرمين.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها