الأحد 2017/07/09

آخر تحديث: 01:01 (بيروت)

الجامعة اللبنانية: تناتش وانتقام

الأحد 2017/07/09
الجامعة اللبنانية: تناتش وانتقام
من يا ترى يدافع عن هذه المؤسسة؟ (خليل حسن)
increase حجم الخط decrease

توالت في الأسابيع الماضية أحداث وأخبار تتناول الجامعة اللبنانية، وقد أظهرت المأزق الذي تعاني منه هذه المؤسسة العامة التي يفترض أنها تتمتع باستقلالية مالية وإدارية، من شأنها أن تجعلها مصنعاً للعلم والقيم الإنسانية والوطنية والأخلاقية. كان من شأن هذه الأحداث أن تلقي الضوء على نظرة الفئات السياسية والطائفية للجامعة كمركز لتناتش المصالح وحلبة للانتقام الذي يكتنز الغيرة على مصالح الطوائف أكثر منها غيرة على مصالح وطن يحتضر، في وقت أعلن فيه رئيس الجامعة فؤاد أيوب تحضير ملف تفرغ للأساتذة. ما يعيد إلى الذاكرة البازار الذي حصل في ملف العام 2014.

من خلال نظرة سريعة على العهد الجديد للجامعة، لا يسعنا إلا أن نلاحظ الآتي:

لقد تم تعيين رئيس الجامعة في توافق بين القوى السياسية والطائفية في جو مفاجئ من الإلفة. وقد وعد الرئيس في خطابه الأول، في حفل التنصيب في مجمّع الحدث، بتحقيق اصلاحات وفصل السياسة عن قرار الجامعة. وكان ذلك برعاية سياسية واضحة ممثلة على مستوى رفيع لم تعهده حفلات التنصيب السابقة.

وكان اهتمام الصحافة، في المرحلة الماضية، واضحاً بتسليط الضوء على مخالفات تحصل في الجامعة، ثم تتراجع عن متابعة القضايا، في غياب واضح لسلطات الرقابة المالية والإدارية وتغييب النقابة المعنية، أي رابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة رغم اعتبارها أنها الهيئة الشرعية الوحيدة الصالحة لمراقبة حسن سير العمل في الجامعة، إضافة إلى رعاية مصالح الأساتذة.

توالت الممارسات والتصريحات والأحداث التي تمثل مخالفات صريحة، سواء أكان مخالفات للقانون أم مخالفات مالية مستمرة أو مخالفات للمنطق الأكاديمي (كما هي حال المذكرتين الشهيرتين 7و 8 المتعلقتين بمنع طلاب الجامعة من التسجيل باختصاصين في الجامعة نفسها) أو المنطق المؤسساتي (كتصريح الناطق الإعلامي في رئاسة الجامعة عن توافق القوى السياسية على المذكرة رقم 8) أو مخالفة المنطق الأخلاقي كما هو سائد في خطاب طائفي ومذهبي توالى على لسان هيئات حزبية ووزارية ودينية.

فإذا كانت الإدارة تخضع لتوازنات غير مبررة، وإن كان القضاء مشغولاً بالإفراج عن مجرمي الابتهاج في الشهادة المتوسطة رغبة بارضاء هذا الصديق أو ذاك السياسي، وإذا كان متبوئو الوزارات والسلطة نسوا أدوارهم وانحنوا لمصلحة الطائفة، وإذا كان أرباب الطوائف المتدينة نسوا أن الله ارسل رسالة حق وانسانية وليس رسالة توازن مصالح مادية وسلطوية، وإذا كان بعض من الإعلام وبعض من المتقاعدين من أساتذة الجامعة يكرس الخطاب الطائفي في رؤيته للجامعة اللبنانية، والاسوأ إذا كان الجو السائد لدى الأساتذة الحاليين يجعلهم سهاة عن دورهم أن لم يكونوا مستفيدين من هذا الجدل الموبوء، فمن يا ترى يدافع عن هذه المؤسسة؟

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها