الخميس 2017/07/27

آخر تحديث: 08:55 (بيروت)

لقاء جنبلاط وجعجع: من الجبل إلى واشنطن

الخميس 2017/07/27
لقاء جنبلاط وجعجع: من الجبل إلى واشنطن
بحث جنبلاط وجعجع بتوزيع المقاعد النيابية
increase حجم الخط decrease

مرةّ بعد أخرى، يسعى الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية إلى تأكيد عمق العلاقة بينهما واستمراريتها بمعزل عن الاختلافات في بعض التفاصيل السياسية. منذ بداية عهد الرئيس ميشال عون، التقى الطرفان في العديد من المحطات، عارضا معاً آلية اجراء التلزيمات النفطية التي اتخذت طابعاً تحاصصياً. كذلك في ملف الكهرباء ومناقصات البواخر. ولم ينفصل هذا عن توافقهما بشأن كيفية مقاربة مسألة التعيينات وإقرارها، إذ تحفظا في أكثر من محطة على التوافق السياسي لا سيما بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر من خارج مجلس الوزراء. لكن العمق السياسي للتلاقي بين الطرفين تكرّس في قانون الانتخاب.

استعاض النائب وليد جنبلاط عن تردّي العلاقة بينه وبين الرئيس سعد الحريري، بالتقارب مع القوات. كانت النظرة مشتركة لما يراد تحقيقه من قانون الانتخاب، فيما لمس الطرفان محاولات لعزلهما أو تحجيمهما. أوكل جنبلاط مهمّة التفاوض عنه لمهندس القانون النائب جورج عدوان، الذي انطلق من ثابتتين أساسيتين، الأولى الحفاظ على مصالحة الجبل واستمراريتها، والثانية الثبات على التفاهم مع الحزب الاشتراكي وجنبلاط، على قاعدة الحفاظ على الخصوصيات. وهذا ما تجلّى في القانون الجديد، لجهة دمج قضاءي الشوف وعاليه ضمن دائرة انتخابية واحدة. قابل جنبلاط ذلك، بالدعوة إلى التوافق إنتخابياً في هذه الدائرة، أي أن تضم اللائحة الإشتراكي والقوات وتياري المستقبل والوطني الحرّ وحزب الوطنيين الأحرار، لأنه يصرّ على عدم تهميش أي طرف.

وقد سارع الوزير وائل أبو فاعور إلى وضع لقاء جنبلاط ورئيس حزب القوات سمير جعجع في سياقه، حين اعتبر أنه يندرج ضمن إطار الحفاظ على المصالحة، وعلى الثوابت الميثاقية التي يلتقي عليها الاشتراكي والقوات. ويقول أبو فاعور إن "اللقاء هو تكريس للجهود المشتركة التي بذلت من الطرفين لحماية المصالحة، والعلاقة بينهما مشرّعة على كل الاحتمالات الإيجابية في الاستحقاقات السياسية وغير السياسية. وتم الاتفاق على استمرار التنسيق لاسيما في العمل الحكومي والتشريعي بما يسهم في علاج اكثير من القضايا الحياتية والمعيشية للمواطن اللبناني". أما النائب جورج عدوان فقد اعتبر أن اللقاء يندرج ضمن طبيعة العلاقة الدائمة والمستمرة بين الطرفين لتحصين العيش المشترك والاستقرار في الجبل، مشيراً إلى أن اللقاءات لم تتوقف يوماً، بل كانت دائمة بين القيادتين ولكن لقاء الثلاثاء جاء موسعاً.

وتلفت مصادر متابعة لـ"المدن" إلى أن اللقاء كان شاملاً، إذ تناول مختلف القضايا الأساسية، لاسيما الانتخابات النيابية والتحالفات. وتشير المصادر إلى أن هناك تشدداً على وجوب خوض الانتخابات معاً على قاعدة التحالف. وتطرق البحث إلى كيفية توزيع المقاعد النيابية. كذلك، أكد الطرفان على ضرورة الاهتمام بالوضع المالي للدولة اللبنانية، الذي يتدهور، لاسيما في ضوء الهدر والفساد. وتوافقا على تشكيل ما يشبه لجنة مراقبة نيابية ووزارية للتصدي لكل المشاريع المشبوهة، والتي ستضر بميزانية الدولة وخزانتها، لأن الوضع ينذر بما هو أسوأ. لذلك، يجب التعاطي بمسؤولية كبيرة.

ومما لا شك فيه أن اللقاء يأتي في مرحلة دقيقة محلياً خارجياً، لجهة المواجهات التي يخوضها حزب الله في جرود عرسال، وزيارة الرئيس سعد الحريري إلى واشنطن ولقائه الرئيس الأميركي. واتفق الطرفان على إنتظار ما سيحمله الحريري من واشنطن لاستشراف المرحلة المقبلة. وثمة من يذهب في تحليله إلى ما هو أبعد من ذلك، ليربط بين توقيت اللقاء وزيارة الحريري إلى واشنطن، واللهجة التصعيدية ضد إيران وحزب الله، عشية إقرار قانون عقوبات جديد يستهدف حزب الله. ويعتبر هؤلاء أن ثمة مساعي لإعادة إحياء تحالف 14 آذار بشكل جديد. فيما مصادر متابعة تنفي ذلك لـ"المدن"، قائلة إنه غير ممكن حالياً، نظراً للتوازنات، ولأن لدى الجميع وخصوصاً جنبلاط حرصاً على الوحدة السياسية وتعزيزها، وعدم الذهاب نحو تصادم أو إنقسام سياسي، مقابل حرص لدى جعجع على الإنفتاح على جميع الأفرقاء، وعدم العودة إلى الإنقسام العمودي في البلد.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها