الثلاثاء 2017/07/25

آخر تحديث: 08:27 (بيروت)

معركة الجرود: أبومالك التلي يطلب التفاوض

الثلاثاء 2017/07/25
معركة الجرود: أبومالك التلي يطلب التفاوض
المعركة شارفت على نهايتها (الاعلام الحربي)
increase حجم الخط decrease

سيطر حزب الله على أكثر من 85% من جرود عرسال. تمكّن من حصر وجود جبهة النصرة في مساحة لا تتعدى 15 كيلومتراً، وتحديداً في الزمراني ووادي حميد والملاهي. سقطت كل معاقل النصرة الرئيسية وأبزرها وادي الخيل الذي يحوي المقر الرئيسي للجبهة، ووادي المعيصرة الذي يحوي غرفة عمليات أساسية لها. والأهم، أن حزب الله نجح في توجيه مقاتلي النصرة في الاتجاه الذي يريده، أي نحو الجزء الشرقي الشمالي من الجرود وتحديداً في وادي حميد والملاهي. هذه المناطق لطالما شهدت اشتباكات عنيفة بين الجبهة وتنظيم داعش، الذي يسيطر على المنطقة الممتدة من هناك إلى الجرود المقابلة لجرود رأس بعلبك والقاع.

ويعتبر حزب الله أن حجم التقدّم الذي أنجزه في الجرود قياسي، وقد حصل في وقت لم يكن يتوقعه. إذ كان يضع في حساباته واعتباراته مدّة أطول للمعركة. وتدخل في حسابات سرعة الانجاز عوامل عديدة، أبرزها أن عدداً كبيراً من مسلحي النصرة اعتبروا أن المعركة لم تكن مجدية، ولا بد من حلّ تفاوضي. لذلك، لجأوا إلى الإنتقال من نقطة إلى نقطة والإنسحاب من المواجهات.

هذا ما أكده التلّي، الاثنين في 24 تموز، لمقاتليه، حين توجه إليهم بالقول أن لا أفق للمعركة، ويجب البحث عن حلول ملائمة لضمان سلامتهم والانتقال إلى مناطق أخرى، يكونون فيها قادرين على العمل لتحقيق ما يريدون. وتوجه إليهم بالقول إن من يريد الاستمرار بالقتال فليقاتل، إلا أن التوجه الأساسي هو للمفاوضات والانسحاب. وهذا ما بدأ بشكل جدّي، الاثنين، إذ أرسل التلّي رسالة إلى حزب الله عبر هيئة علماء القلمون، تفيد بأنه مستعد للانسحاب، مطالباً بضمانات معينة، رفضت مصادر لـ"المدن" الكشف عن تفاصيلها، لافتة إلى أن التلّي لا يريد الخروج من هناك بالباصات الخضراء، كما أنه يريد الاحتفاظ بالسلاح الفردي، بالإضافة إلى التفاهم على كيفية الخروج والوجهة.

وتشير المصادر إلى أن الشيخ مصطفى الحجيري تبلّغ هذه الرسالة، نافية أن يكون هو الوسيط لسبب أساسي، وهو أن ليس لديه أي علاقة جيدة أو اتصال بالحزب، ولأنه مطلوب للدولة اللبنانية وغير مخوّل القيام بأي وساطة. وتؤكد المصادر أن المفاوضات استمرّت طوال ساعات الليل، من دون اتضاح وجهتها وما تم التوصل إليه.

وتلفت مصادر متابعة إلى أن التلّي موجود في نقطة الزمراني الاستراتيجية، وتقع على تقاطع معابر مهم، يؤدي إلى عرسال البلدة، وإلى الجهة الجردية التي تسيطر عليها داعش، ومنها إلى العمق السوري. وإذا قرر التلّي الذهاب إلى الداخل السوري، سيكون لديه طريق واحدة، هي المرور عبر المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش. في المقابل، لن يكون أمام التلّي سوى المغادرة باتجاه منطقة وادي حميد والدخول إلى عرسال بزّي مدني، عبر الاحتماء بعدد من العائلات. لكن المصادر تستبعد ذلك، لأن هذا سيؤدي إلى القبض عليه من قبل الجيش اللبناني. وترجح أن ينسحب نحو الداخل السوري.

وتشير مصادر قريبة من حزب الله إلى أن المعركة شارفت على نهايتها، والمنطقة تحتاج إلى تمشيط لإعلانها آمنة نهائياً. أما عن المرحلة التي تلي السيطرة على مناطق النصرة، وإذا ما سيشن الحزب حملة عسكرية ضد تنظيم داعش، فتؤكد المصادر أن هذا الاحتمال وارد، وسيحصل في الأيام المقبلة، إذا لم يلجأ عناصر التنظيم إلى الإنسحاب. ووفق تعبير الحزب: "اضرب الضعيف ضربة يطري لها قلب القوي". لكن الآن يصح عكس هذه المقولة، لأن النصرة هي الأقوى في الجرود. بالتالي، بعد رؤية داعش ما تحقق قد يلجأ إلى الإنسحاب.

ولدى سؤال الحزب عن النتائج والتداعيات السياسية لهذه المعركة على الداخل اللبناني، أو كيف سيتم استثمارها، تجيب المصادر أن الحزب لا يريد إدخال هذه المعركة في البازار السياسي أو استخدامها لمواجهة خصومه، لأنها معركة وطنية ذات أبعاد لبنانية بحتة، ولا علاقة للسياسة بها، رافضاً المبدأ الذي يسير عليه البعض بأنه إذا خسر حزب الله في سوريا سينتقم في لبنان، وإذا ربح في سوريا يريد "تقريش" الربح في لبنان.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها