الأحد 2017/07/23

آخر تحديث: 09:32 (بيروت)

ما هو مصير لاجئي عرسال؟

الأحد 2017/07/23
ما هو مصير لاجئي عرسال؟
مقتل الوسيط أحمد الفليطي لعب دوراً في ازدياد أعداد النازحين (حسن عبدالله)
increase حجم الخط decrease
يوم السبت، في 22 تموز، حصلت أول موجة نزوح كبيرة من مخيمات اللاجئين السوريين في جرود عرسال. إذ انتقلت نحو مئة عائلة من وادي حميد إلى داخل بلدة عرسال. أغلب القادمين كانوا من النساء والأطفال، الذين جاءوا عن طريق حاجز وادي حميد (الممر الوحيد الذي يسمح به الجيش) من دون أمتعة وأغراض، بمساعدة الصليب الأحمر الدولي، وقد استقبلتهم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وهيئة الإغاثة التابعة لدار الفتوى، وقد توجهوا غالباً إلى أقاربهم في المخيمات الموجودة داخل البلدة.


سقوط قذائف في مناطق غير بعيدة من وادي حميد، من قبل الجيش السوري وحزب الله، انسحاب مقاتلي سرايا أهل الشام إلى مناطق مجاورة لوادي حميد، بالإضافة إلى مقتل الوسيط أحمد الفليطي الذي تضاربت المعلومات عن الجهة التي استهدفته، كانت عناصر لعبت دوراً أساسياً في زيادة أعداد النازحين إلى البلدة.

ووفق علي الحجيري، وهو مدير مكتب هيئة الإغاثة ومساعدة اللاجئين في دار الفتوى، يبلغ عدد اللاجئين في وادي حميد نحو 800 عائلة، أغلبهم من قرى القلمون الذين نزحوا بعد معركة يبرود في العام 2013، أي تقريباً 10% من مجمل أعداد اللاجئين في عرسال. يعمل قسم كبير من هؤلاء في تربية الماشية، وهذا ما يصعب على رجالهم ترك منازلهم في حال اقتراب المعارك منهم في الأيام المقبلة. ويعتبر هؤلاء المهددين إلى الآن جراء المعارك الدائرة في الجرود. وقد تحضرت المفوضية وهيئة الإغاثة، بالإضافة إلى بلدية عرسال، لاستقبالهم جميعاً.

أما اللاجئون الآخرون، الذين يبلغ عددهم وفق الحجيري نحو 50 إلى 60 ألف لاجئ (من القصير والقلمون)، فيتوزعون في مخيمات موجودة داخل البلدة (البابين، ورا الجفر، وادي الأرنب). وكما أهالي عرسال، يسود القلق بينهم من احتمال دخول مسلحين إلى البلدة. وقد رفعت الأعلام اللبنانية فوق الخيم، كما زار وفد منهم بلدية عرسال، وفق نائب رئيس البلدية ريما كرمبي، لتأكيد موقفهم المناصر للجيش اللبناني. لكن مشاركة بعض أبناء لاجئي وادي حميد في القتال مع جبهة النصرة قد يزيد الأمر تعقيداً، خصوصاً في ظل التخوف من امكانية استغلال الأمر من قبل حزب الله، في حال لم تحسم المعارك.

تعاطف العراسلة مع اللاجئين في بداية الثورة السورية تراجع اليوم، بعد توالي الأزمات على البلدة، وخسارة عرسال لجرودها التي تعتبر متنفسها الوحيد، ومجالها الحيوي الذي اعتمدت عليه منذ عقود طويلة، خصوصاً وادي حميد، المنطقة الصناعية المليئة بمناشر الحجر والمقالع، ومناطق المعيصرة والخيل وبساتين الكرز، التي حرمت منها عرسال منذ العام 2014.

كما أن عدد اللاجئين السوريين داخل البلدة، الذي يفوق عدد العراسلة، يزيد الأمر سوءاً. فقد شكل ضغطاً على البلدة المحرومة من البنية التحتية. وإلى الآن ليس هناك أي حلول جدية وإنسانية لعرسال. والحديث عن عودة لاجئين سوريين كان، وفق الحجيري، "مجرد فقاعة إعلامية، فعدد اللذين غادروا إلى عسال الورد منذ أسابيع، لم يتجاوز 200 شخص".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها