الأحد 2017/07/23

آخر تحديث: 00:09 (بيروت)

عبير ويوسف يكسران "الحاجز النفسي" بين عرسال واللبوة

الأحد 2017/07/23
عبير ويوسف يكسران "الحاجز النفسي" بين عرسال واللبوة
القصة بالنسبة إلى عبير ويوسف لا يجب أن تنتهي هنا (حسن عبدالله)
increase حجم الخط decrease

عندما حُكم أهالي عرسال واللبوة في منطقة رأس بعلبك بـ"أفكار سياسية معلبة"، خلقت فجوة في العلاقة بينهما، جاء من بين شبابهما من يقول إنه "إذا كان أهلنا قد عاشوا سابقاً الصداقة وحتى علاقات القربى، فما الذي يمنعنا نحن الشباب من أن نختبر ما اختبروه، بدلاً من أن نكون أسرى خلافات وتوترات، لم يكن لنا يد في صنعها، لكننا أكثر من دفع ثمنها؟".

كانت هذه فكرة اللقاء الأولى بين عبير الحجيري من عرسال ويوسف أمهز من اللبوة. فهما يجتازان يومياً الطريق نفسها إلى جامعتهما LIU رياق، محملين بمخاوف خلقت متاريس في وجه اختلاطهما، قبل أن يكتشفا أن ما يجمعهما أكثر من طريق واحد، بل مشاكل وهموم يتشاركانها مع باقي شباب لبنان، من تأمين فرص عمل ووظائف إلى متطلبات الحياة اليومية ومعاناة اجتماعية، بعضها خلفته ظروف التوتر. من هنا، قررا أن يسيرا الطريق معاً ويشركا معهما آخرين، علهما ينجحان في تحطيم هذه الحواجز النفسية بين البلدتين.

بدأت الفكرة عندما تعرف عبير ويوسف خلال إحدى الدورات، وتوافقا خلال نقاشاتهما على أن الوضع السائد بين البلدتين لم يعد مقبولاً. فجأة لاحظ أحدهما وجود الآخر في الجامعة، وتوافقت أفكارهما على مشروع واحد أسمياه "ONE HAND ONE HEART"، الذي أرادا من خلاله اعادة "بناء جسور التواصل". فاستحصل المشروع على التمويل اللازم من وكالة الـUSAID لمدة 5 أشهر.

30 شاباً وصبية شاركوا تلقائياً في المشروع لمجرد السماع بفكرته. وقد تمحورت نشاطاته، كما تشرح عبير لـ"المدن"، حول المسرح، الرسم والتصوير. وقد نجحت هذه النشاطات في ايصال رسالة المشروع، لاسيما من خلال المسرحية التي عرضت في ختامه.

لكن أبعد من اللقاءات حول هذه النشاطات، كان لافتاً تحول العلاقة بين المشاركين الثلاثين إلى صداقة، تخللتها زيارات متبادلة، كانت الأولى لبعض الشباب إلى عرسال، ومن بينهم يوسف، الذي قال إنه لم يكن قد زار عرسال منذ ست سنوات.


على خلاف ما أقنع به شباب اللبوة، لم يشعر هؤلاء عند زيارتهم عرسال بأنهم في أرض غريبة، كما يؤكد يوسف، وإن بقيت الزيارة محفوفة بالقلق من التوتر الأمني الذي خلفته أحداث الجرود. ولأنه خرج بقناعات جديدة حول البلدة الحدودية، نجح يوسف مع زملائه في ايصال رسالة المشروع بسلاسة إلى محيطهم، فعكس هذا المحيط ليونة كبيرة من خلال مشاركة أبناء البلدتين، وغيرهم من أبناء البلدات المتنوعة في انتماءاتها، في الحفل الختامي للمشروع. ويعتقد يوسف أن هذه الليونة لدى أبناء بلدته ناتجة عن أن حصار عرسال نفسياً وجغرافياً لم يسئ اليها فحسب، بل إن اللبوة نفسها تراجعت أحوالها الإقتصادية كثيراً.

إلا أن القصة بالنسبة إلى عبير ويوسف لا يجب أن تنتهي هنا. فبعد انتهاء تمويل المشروع يرغب الشابان كثيراً بمتابعة ما بدآه. وإذا كان ايجاد تمويل آخر هو العائق، لا ترى عبير مانعاً من مشاريع صغيرة، على شكل رحلات ونشاطات مشتركة يمولها المشاركون أنفسهم، تسمح بنقل "عدوى" التواصل إلى محيطهم، خصوصاً أن ما بين أبناء البلدتين "جفاء أكثر مما هو عداوة".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها