الجمعة 2017/07/21

آخر تحديث: 11:22 (بيروت)

هذه هي خطة حزب الله في جرود عرسال

الجمعة 2017/07/21
هذه هي خطة حزب الله في جرود عرسال
الأجواء اللبنانية ستكون مفتوحة أمام طيران الجيش السوري (الاعلام الحربي)
increase حجم الخط decrease

بكثافة نارية بدأ حزب الله معركة جرود عرسال، عند الخامسة من فجر الجمعة، في 21 تموز. بدأ الهجوم من محورين رئيسيين، جرود فليطة السورية والجرود الجنوبية لعرسال من الجهة اللبنانية. استطاع الحزب تحقيق تقدم في مساحات الجرود، باتجاه مواقع كانت تتردد إليها جبهة النصرة لدى استعدادها لتنفيذ عمليات عسكرية ضد مواقع الحزب في المنطقة. هذه النقاط الجردية كانت قد انطلقت منها النصرة سابقاً حين نفّذت هجومين على موقعين للحزب قبل فترة قصيرة.

تكشف مصادر متابعة أن خطّة حزب الله تقوم على مبدأ القضم البطيء، بعد فصل المناطق عن بعضها وتقسيمها إلى مربعات، يسهل قضمها، من خلال فصل الترابط ما بين المسلحين فيها. بالتالي، تمكن الحزب من السيطرة النارية عليها، من أجل شلّ حركة المسلحين، مع ترك معابر محددة يتحكّم بها الحزب، تهدف إلى دفع المسلحين إلى الإنسحاب.

ووفق ما تقول المصادر، فإن الحزب لا يتخلى عن مبدأ التفاوض. لكن هذه المرة وبعد إندلاع المعارك، فإن التفاوض سيكون تحت النار، إذ يعتبر الحزب أن ذلك سيتيح له تحقيق ما يريد، أي دفع المسلحين إلى الإنسحاب. بالتالي، فإن هذه المعارك ستكون قابلة للتوقف حين تنحو المفاوضات منحى جدياً.

يقسّم الحزب المعركة إلى مراحل. المرحلة الأولى هدفت إلى التقدم من الجهة الجنوبية، فيما الثانية ستركّز على الإنطلاق باتجاه منطقة وادي الخيل، وهي المعقل الرئيسي للنصرة، والموقع الذي يتخذه أميرها أبو مالك التلي مقرّاً رئيسياً له. كذلك، يريد الحزب فصل عرسال عن الجرود لمنع اقتراب عناصر النصرة منها، ولمنع دخول أي عامل من داخل البلدة على الخط. وهو عمل على فصل منطقة الكسارات عن الجرود، لقطع الطريق على المسلحين ومنعهم من الدخول إلى البلدة.

المعركة حالياً محصورة بجبهة النصرة ومواقعها. وتؤكد المصادر أن الإتصالات بالنار تحققت حتى الآن، أي أن الحزب أصبح قادراً على ربط الجبهات والمواقع ببعضها عبر سيطرة نارية من مختلف الجهات والمحاور. ويؤكد أن المرحلة الأولى ستكون حصراً معركة موجهة ضد النصرة في الجرود الجنوبية. وهذا دليل على أن ما يراد تحقيقه هو دفع الجبهة وعناصرها للإنتقال من الجهات الجنوبية نحو الشمال. فيما مهمة الجيش حتى الآن تقتصر على منع دخول أي عنصر من المسلحين إلى عرسال البلدة، وضرب تنظيم داعش في حال لجأ إلى أي تحرك.

ولدى سؤال القيادي في الحزب عن سبب استبعاد سرايا أهل الشام في المرحلة الأولى، يشير إلى أن ذلك مؤجل نظراً لمفاوضات سابقة جرت بينهما على قاعدة عودة مسلحي السرايا وأعداد من المدنيين باتجاه قرى القلمون بعد القاء سلاحهم. والحزب يريد الإفساح في المجال لإعادة العمال بهذا الإتفاق، تحت النار وعبر الضغط العسكري. ويلفت القيادي البارز في الحزب إلى أن العديد من قادة مجموعات سرايا أهل الشام يعملون لمصلحة الحزب وينسقون معه.

من جهة أخرى، تلفت المصادر إلى أن الأجواء اللبنانية ستكون مفتوحة أمام طيران الجيش السوري لشن ضربات جوية ضد أهداف عسكرية للمسلحين، من خلال التنسيق بين الجيشين السوري واللبناني. وهذا ما تم إبلاغ المسؤولين اللبنانيين به قبل يومين. وتشير المصادر إلى أن رئيس الحكومة سعد الحريري أُبلغ بالأمر ولم يعترض عليه، لأنه يعلم أنه غير قادر على ذلك.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها