الجمعة 2017/07/21

آخر تحديث: 00:14 (بيروت)

أميركا تقلص مساعدات الجيش اللبناني.. جذرياً

الجمعة 2017/07/21
أميركا تقلص مساعدات الجيش اللبناني.. جذرياً
حرصت الولايات المتحدة أن يكون الجيش اللبناني أقوى من حزب الله (حسن عبدالله)
increase حجم الخط decrease

يرصد الجيش اللبناني عن كثب تحركات داعش، عبر الطائرات التي حصل عليها حديثاً والطائرات من دون طيار وأبراج المراقبة، ولا يكاد يمر يوم واحد من دون قصف مدفعي لمواقع داعش في الجبال النائية. وهذا ما يؤكد، وفق مقال للمحلل الأميركي نيكولاس بلانفورد في صحيفة كرستيان ساينس مونيتور، أن لبنان، وهو خامس أكبر مستفيد في العالم من التمويل العسكري الأميركي، بات عضواً ملتزماً التزاماً كاملاً في الحملة العالمية المناهضة لداعش.

قدرة الجيش اللبناني على مواجهة داعش تعود إلى دعم الدول الأجنبية، بما في ذلك بريطانيا، لكن خصوصاً الولايات المتحدة. فمنذ العام 2005، قامت الولايات المتحدة بتخصيص أكثر من 1.4 مليار دولار للمؤسسة العسكرية، وتوفير الأسلحة والمعدات والتدريب. لكن هذه المساعدات يمكن أن تتقلص قريباً. إذ اقترحت وزارة الخارجية الأميركية تخفيضات جذرية في تمويل لبنان في ميزانية المساعدات الخارجية للعام 2018، بما في ذلك الوقف التام لبرنامج التمويل العسكري.

وترى الصحيفة أن الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب ستتخذ موقفاً أكثر تشدداً إزاء لبنان في الأشهر المقبلة، مشيرةً إلى أن صدى نواقيس الخطر التي دقتها الولايات المتحدة خلال الأشهر الماضية وصل إلى بيروت، وإلى داعمي الجيش اللبناني في الولايات المتحدة.

حرصت الولايات المتحدة بدايةً أن يكون الجيش الوطني أقوى من حزب الله المدعوم من إيران. وقد رأى مسؤولون في إدارة الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش أن احتواء إيران يمكن أن يتم من خلال إضعاف حليفها اللبناني. ومع ذلك، ورغم التحسينات التي أُدخلت على الجيش في السنوات القليلة الماضية، فإن حزب الله الممول تمويلاً جيداً والذي يملك الخبرة الميدانية هو القوة العسكرية الحقيقية في لبنان. ورغم تعثر الطموح الأولي، وفق الصحيفة، فإن الصراع في سوريا وظهور جماعات متطرفة مثل داعش وجبهة فتح الشام، المعروفة سابقاً بجبهة النصرة، ساعد في الحفاظ على قوة الدفع في واشنطن لبناء جيش لبناني أقوى.

عن دعم الجيش اللبناني، يقول أندرو إكزوم، وهو النائب السابق المساعد لوزير الدفاع في إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما: "بدأت الولايات المتحدة استثمارات ضخمة في الجيش اللبناني بعد العام 2006، بناءً على النظرية القائلة إنه إذا بنيت المؤسسات الوطنية في لبنان، فمن شأن ذلك أن يقلل من أهمية القوة البديلة، أي حزب الله. وقد جنت واشنطن فائدة غير متوقعة من ذلك، وقد بات لها حليف قيم في قتال المجموعات مثل داعش والنصرة"، واصفاً تخفيض مساعدات الجيش بالخطوة الاستراتيجية الغبية.

وقد خُفضت ميزانية المساعدات الأميركية الاجمالية للبنان للعام 2018 بأكثر من 50%، وانخفضت مساهمة واشنطن في قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام العاملة في جنوب لبنان بنحو 70 مليون دولار. ويشير ديفيد شينكر، وهو مدير برنامج السياسات العربية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إلى أن الجيش اللبناني "ليس الجيش الأجنبي الوحيد الذي سيواجه خفض المساعدات الأميركية، بل هو أمر شامل حيث خفضت الإدارة الأميركية مساعدات الأردن بنسبة 20%".

ومن المقرر أن يستلم الجيش اللبناني طائرتين هجوميتين من طراز سوبر توكانو في تشرين الأول 2017، على أن تتبعها مقاتلتان في العام 2018، فضلاً عن الدفعة الأولى من 32 مركبة مدرعة من طراز "M2 Bradley". ما يجعل لبنان البلد الثالث الذي يمتلكها في الميدان إلى جانب الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية.

تضيف الصحيفة أنه قبل شهرين سلم حزب الله للجيش اللبناني سلسلة من المواقع العسكرية التي أقامها في العام 2014 على طول الحدود الشرقية الجبلية مع سوريا لحماية القرى المجاورة. وفي قاعدة نمرود، التي سُميت تيمناً بمعبد روماني قريب، يسمح برج المراقبة المحمي بطبقات من الزجاج المقاوم للرصاص والشبكة المضادة للصواريخ، للجنود بمراقبة الوديان القريبة وطرق التسلل المحتملة. ويمكن رؤية علم لبنان على جوانب البرج الأربعة، في عرض نادر لسلطة الدولة على الحدود.

ومن المتوقع، وفق الصحيفة، أن يستلم الجيش المواقع الحدودية المتبقية التي يسيطر عليها حزب الله في الأسابيع المقبلة. ما سيضمن وجوده الدائم على طول حدود لبنان مع سوريا، للمرة الأولى منذ استقلال البلاد قبل 73 عاماً. وهي خطوة يعتبرها آرام نيرغوزيان، الخبير الأميركي من معهد الدراسات الإستراتيجية والدولية، بأنها لم تكن لتتحقق لولا الدعم الأميركي والبريطاني، مشدداً على ضرورة مواصلة واشنطن دعمها للجيش اللبناني.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها