الباروك تقدّم للجبل خدمة الطوارى

تزداد الحاجة في منطقتي الشوف وعاليه إلى المؤسسات الصحية. فهناك 6 مستشفيات على رأسها المستشفى الجامعي في عين وزين، الذي أسهم في تطور هذا القطاع في السنوات الماضية، لاسيما بعد افتتاح أقسام جديدة فيه وتجهيزه بأحدث المعدات الطبية. لكن المستشفيات الأخرى لا ترقى إلى مستواه، خصوصاً في ما يتعلق بالحالات الطارئة.

وسط هذا الوضع، تأسست مؤسسة الشيخ أبو حسن عارف حلاوي في بلدة الباروك، في العام 2004، بعد سنة على رحيل حلاوي الذي كان رئيس الهيئة الروحية لطائفة الموحدين الدروز. وقد أسهمت في تلبية حاجات فئات واسعة، ولاسيما الفقراء وذوي الدخل المحدود. ورغم فتح أبوابها أمام جميع قاصديها من أبناء المنطقة والجوار، مقابل بدل لا يتجاوز 15 ألف ليرة، إلا أن خدماتها الصحية تبقى محدودة، وأكثرها طلباً هي الصحة العامة وأمراض الأطفال والقلب.

وتستعد المؤسسة في إطار توسيع خدماتها إلى وضع الحجر الأساس للمركز الجديد، السبت في 3 حزيران 2017، والذي سيشكل وفق رئيس المؤسسة الشيخ حسان حلاوي، في حديث إلى "المدن"، "نقلة نوعية على مستوى الخدمات الصحية في منطقة الشوف والجوار، لاسيما أنه سيقوم بعمل مكمّل للمؤسسة الصحية في عين وزين. فالمركز الطبي الجديد مركز إحالة، على مدار الـ24 ساعة، يستقبل الحالات الطارئة في قسم الطوارئ الذي سيحتل مساحة أساسية من المركز الجديد وسيكون مجهزاً بالمعدات والأسرّة اللازمة، بالإضافة إلى الكادر الطبي من أطباء وممرضين، على أن يحصل المريض على الرعاية التي تستدعيها حالته وإجراء الفحوص اللازمة له في المركز نفسه أيضاً، ويتم تحويله إلى مستشفى عين وزين، إذا كانت حالته تستدعي ذلك".

ويؤكد حلاوي رداً على سؤال عن تكلفة الطوارئ التي يدفعها المريض عادة حتى وإن كان مضموناً على حساب وزارة الصحة أو الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، أن المريض في المركز الجديد لن يتحمل أكثر من 20% من تكلفة الطوارئ التي يمكن أن يدفعها في أي مستشفى آخر.

يتألف المركز الجديد من جزءين، واحد يضم قسم الطوارئ وأقساماً متخصصة بالقلب والأسنان والأشعة ومختبراً متطوراً. ويضم الجزء الثاني قسماً خاصاً بالعلاج الفيزيائي وقاعة للمؤتمرات والندوات ومكاتب متخصصة للشؤون الاجتماعية وذوي الحاجات الخاصة.

أهم ميزات المركز الجديد موقعه الجغرافي الوسطي في بلدة الباروك ما بين مستشفى عين وزين ومستشفى الجبل في المتن. ما سيشكل متنفساً للمواطنين في المنطقة، الذين يستغرق وصولهم إلى طوارئ عين وزين أو الجبل وقتاً أحياناً لا يقل عن نصف ساعة.

وكما في الجغرافيا كذلك في السياسة، فمؤسسة الشيخ أبو حسن حلاوي هي من المؤسسات القليلة القادرة على جمع الزعامتين الدرزيتين الجنبلاطية والارسلانية في مناسبة انمائية واحدة، بعيداً من المناسبات الاجتماعية من مآتم وغيرها. وهذا ما سيحصل في حفل وضع الحجر الأساس، الذي يشارك فيه النائبان وليد جنبلاط وطلال ارسلان.