الإثنين 2017/06/26

آخر تحديث: 00:31 (بيروت)

تهديدات نصر الله: رسائل سياسية إلى المجتمع الدولي والخليج؟

الإثنين 2017/06/26
تهديدات نصر الله: رسائل سياسية إلى المجتمع الدولي والخليج؟
أراد نصرالله توجيه تحذير استباقي إلى إسرائيل (عزيز طاهر)
increase حجم الخط decrease

توقف كثيرون أمام كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، بأنه في حال شنّت إسرائيل حرباً على محور المقاومة، ستفتح الأجواء والحدود أمام آلاف المقاتلين، للمشاركة في هذه المعركة. الجديد هذه المرّة ولم يعلنه نصرالله بشكل واضح، هو الإشارة إلى ما حققه حزب الله على الحدود السورية العراقية. وهو أراد استباق أي تطورات في المستقبل، لرسم موازين القوى وتحديدها، وتوسيع حدود سيطرة حزب الله والمحور الذي ينتمي إليه. بعيد إغتيال إسرائيل القيادي في الحزب سمير القنطار، أعلن نصرالله إسقاط قواعد الاشتباك القديمة، وبأن الجبهات كلها فُتحت على بعضها البعض. وقبل أيام أعلن نصرالله عن قواعد اشتباك جديدة، بأن أي حرب على لبنان، لن تبقى محصورة في لبنان، إنما ستدخلها ميادين عديدة، وسيشارك فيها مقاتلون من جنسيات مختلفة.

حتى الآن، في تقديرات حزب الله، بحسب مصادر مقرّبة منه لـ"المدن"، إسرائيل غير جاهزة لشن حرب ضد لبنان أو سوريا، لا وضعها الداخلي ولا الوضع الدولي في ضوء التطورات الأخيرة، يسمح لها بالمغامرة في حرب. وقد أراد نصرالله استباق أي تغيير في هذه المعادلة لمصلحة اعتبار إسرائيل أن في إمكانها شنّ حرب.

سابقاً، كان الهدف الأساسي لحزب الله، هو ربط المناطق اللبنانية الحدودية مع فلسطين المحتلة، مع الأراضي السورية الجنوبية، من الناقورة إلى جبل الشيخ، وذلك، بهدف توسيع رقعة الاشتباك مع إسرائيل وتشتيتها وبفعل التطورات التي حصلت، تحقق جزء كبير من هذه الأهداف بالنسبة إلى المحور الذي ينتمي إليه الحزب، مع عمق جغرافي واسع. أما اليوم، فإن الأمور تغيّرت بشكل استراتيجي بالنسبة إلى حزب الله، خصوصاً مع التطورات التي حصلت على الحدود السورية العراقية، وفتح الممر الإستراتيجي الذي تريد طهران تأمينه، ويربط إيران بلبنان عبر سوريا والعراق. وهذا التطور هو عبارة عن تغيير جذري في موازين القوى، لأن أي حرب مقبلة، سترتبط بفتح الحدود العراقية السورية، وسهولة انتقال المقاتلين من العراق إلى سوريا للمشاركة في هذه الحرب.

ويقول حزب الله: في السابق، كان المقاتلون الذين ينتقلون من العراق إلى سوريا قلّة، ككتائب أهل الحق والنجباء، أما اليوم، وبما أنه أصبح هناك قوة أساسية وفاعلة في العراق هي الحشد الشعبي الذي يضم نحو 120 ألف مقاتل، فإن أعداد المقاتلين ارتفعت وسيكونون، لا سيما بعد تحرير الموصل، قادرين على التوجه نحو سوريا للمشاركة في القتال هناك، وللمساهمة في تثبيت النفوذ الإيراني، وسيشكلون عنصراً أساسياً ومهماً من عناصر الردع في أي حرب محتملة.

الرسالة السياسية الأساسية التي يوجهها نصرالله، هي أنه فيما لا يقول إن هناك حرباً ستندلع، يوجه تحذيراً إستباقياً إلى إسرائيل لعدم إستغلال أي وضع أو تطور في سوريا للدخول على الخطّ، لأن المعركة لن تكون سهلة، وإسرائيل ستمنى بهزيمة كبرى. وثمة من يضع هذه الرسالة في سياق آخر، يتجاوز البعد العسكري إلى الرد على الحملات التي بدأت تُشنّ على حزب الله، سواء أكان عبر فرض عقوبات مالية عليه، أو عبر تحريض إسرائيل دولاً أوروبية بحجة أنه يعمل على تصنيع الأسلحة في سوريا وينقلها إلى لبنان. وهناك من يتحدث عن أن الحزب بدأ تصنيع الأسلحة والصواريخ في لبنان، فيما الحكومة اللبنانية تبدو عاجزة عن منعه من ذلك، وعاجزة عن التأثير في التدخل الإيراني في لبنان. بالتالي، فإن الرسائل تبقى سياسية ليس إلى إسرائيل فحسب، بل إلى دول الخليج والمجتمع الدولي، بأن أي ضغط سياسي أو مالي على الحزب، لن يتم السكوت عنه.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها