الجمعة 2017/06/23

آخر تحديث: 02:42 (بيروت)

لقاء الحريري وجعجع: ملاقاة التصعيد السعودي؟

الجمعة 2017/06/23
لقاء الحريري وجعجع: ملاقاة التصعيد السعودي؟
هل ينضم جنبلاط إلى الحريري وجعجع؟ (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

التقى رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، على موقف مشترك وإن في مكانين مختلفين. أكد الرجلان أن حلفي 8 و14 آذار مازالا موجودين.

وعلمت "المدن" أن الحريري هو من طلب اللقاء مع جعجع. وبناءً على أنَّ هذا النوع من اللقاءات بينهما، غالباً ما يحصل عند التطورات السياسية المهمة في السياسة المحلية، إذ عُقِد لقاء قبيل الانتخابات الرئاسية، وآخر قبل الإتفاق على قانون الانتخاب، فما هو الداعي اليوم لهذا اللقاء؟ ويغذي هذا السؤال القول إن الانتخابات قانوناً وتحالفات قد حضرت، لكن هذا ليس الهدف الأساسي للقاء.

وكانت لافتةً طريقة تعاطي معراب مع الزيارة. فقد تعمّدت تغليفها بخصوصية وسرّية أمنية، للدلالة على أهميتها، وربما للتذكير بالاجراءات التي كانت تتخذها قوى 14 آذار في مرحلة التوتر السياسي في البلاد. وكأن الصورة المراد عكسها من هذا اللقاء، هي أن الإصطفاف قابل للعودة في هذه الظروف، خصوصاً في ظل التسوية السياسية التي يعيشها لبنان، والتي توحي بأن لا خلافات سياسية بين الأفرقاء الذين أبرمون التسوية تلو الأخرى.

وتقول مصادر متابعة، إنه رغم استمرار لبنان في ظل التسوية السياسية، إلا أن الخلافات الأساسية على الملفات الإستراتيجية لاتزال قائمة، وخصوصاً في مسألة سلاح حزب الله، وقتاله في سوريا، والاعتراض الكبير الذي يؤكده كل من جعجع والحريري لما يطرح من مطالبات بشأن التنسيق مع النظام السوري، في ملف اللاجئين السوريين. بالتالي، فإن لقاء معراب الليلي يأتي لأجل شد الأوصار وإزالة كل الالتباسات بين القوات وتيار المستقبل، والتحضير للمرحلة المقبلة.

لا تفصل المصادر، بين هذا الحراك السياسي ، وبين التطورات التي شهدتها المملكة العربية السعودية، كما تعتبر أن هذه مرتبطة بالوعد الذي تلقاه الحريري بالحصول على أمواله من الدولة السعودية، لافتة إلى أن هذه التطورات كلها يجب أن تقرن بالسياسة. وتعتبر أن هناك متغيرات سياسية ستطرأ على خطابات الحريري. لذلك، فإن لقاء معراب، واللقاءات التي ستعقد بعده بين الحريري وآخرين، ستصب في التوجه نفسه. وستكون منسجمة مع التوجهات السعودية إلى حد ما، وبالحد الأدنى للقدرة اللبنانية.

وتتوقع المصادر أن يتكرر اللقاء بين الحريري وجعجع، لافتة إلى أن هذه التوجهات الجديدة، تأتي بناء لطلب سعودي، في شأن ضرورة تعزيز تحالف 14 آذار من جديد في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة، والتي تذهب نحو المواجهة في المنطقة. وتكشف المصادر عن مساع تجري لأجل إصلاح العلاقة سريعاً بين الحريري والنائب وليد جنبلاط للغاية نفسها، خصوصاً أن هناك مطلباً سعودياً بأن يعاد إحياء هذه الجبهة، لتحصينها وتعزيزها.

وما يدفع الحريري إلى هذا الخيار أيضاً، وفق المصادر، هو أنه يريد تعزيز العلاقة مع جعجع وإعادة إحياء التحالف، وكذلك مع جنبلاط، بعد تعبيره في مجالس خاصة عن إنزعاجه من تعاطي التيار الوطني الحر معه. وهو عبّر في مكان ما عن عدم ارتياحه لتصرفات التيار وطموحاته. بالتالي، يريد إعادة التوازن لموقفه.

كما أن الغاية الأساس من تعزيز هذا التحالف، وفق مصادر أخرى لـ"المدن"، تكمن في تصاعد التوتر الإيراني السعودي في المرحلة المقبلة، والعقوبات المتجددة على حزب الله، وكذلك سيتم إعادة التصويب على سلاح الحزب وقتاله في سوريا. بالتالي، فإن السعودية تريد من يخرج ليؤيد هذه المواقف في لبنان. وهذا لا يمكن أن يحصل بدون تعزيز هذه الجبهة، إذ إن الحريري وبحكم موقعه في رئاسة الحكومة، قد يكون محرجاً في إتخاذ هذه المواقف، أو لا يستطيع أن يكون وحيداً في اتخاذها. كما أن السعودية لا تراهن على رئيس الجمهورية ميشال عون بأن يأخذ أي موقف يؤيد توجهاتها، أو يكون ضد إيران. لذلك، هي تريد للحريري أن يستند إلى حلفاء قادرين على توجيه الإنتقادات إلى إيران ومهاجمة حزب الله، وعلى رأسهم جعجع. وهذه المواقف التصعيدية قد تفيد الحريري من الآن حتى الانتخابات النيابية المقبلة، إذ إنه سيسعى إلى شد العصب السني حوله.

وهذا ما كان واضحاً في كلام أدلى به الحريري لدى وصوله إلى معراب، إذ أكد عمق التحالف بين القوات والمستقبل. ولدى سؤاله عن الاختلاف في الرؤى سابقاً بينهما، أشار إلى أنها تقنية وتفصيلية. أما في الامور السياسية العامة، فالإتفاق قائم دائماً. ولدى سؤاله عن إمكانية التحالف مع القوات في الانتخابات النيابية المقبلة وتشكيل لوائح مشتركة، أجاب قائلاً: "الأمر يعود للحكيم وما يريده". وهنا قال جعجع للحريري: "أكيد إذا قعدت عاقل". وقد أكد الرجلان العمل لتعزيز العلاقة وإعادتها إلى ما كانت عليه في السابق، مع التنسيق في مختلف الملفات.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها