الأربعاء 2017/06/21

آخر تحديث: 10:36 (بيروت)

محمد راضي جندي قام بواجبه.. فقتل ثأراً

الأربعاء 2017/06/21
محمد راضي جندي قام بواجبه.. فقتل ثأراً
"المسامحة" لم تثبت أكثر من ستة أشهر
increase حجم الخط decrease

قتل ليل الثلاثاء، في 20 حزيران، محمد علي راضي (21 سنة) من بلدة معربون في محافظة بعلبك، وأصيب ابن عمته هشام نواف راضي في رجله، عندما كانا يمران بسيارتهما في منطقة رأس العين.

الخبر قد يبدو لوهلة تقليدياً في بعلبك، قبل أن يتبين أن الضحية هذه المرة عنصر في الجيش اللبناني، يرجح أن قتله جاء انتقاماً لمقتل الشاب علي دندش، الذي أصيب برصاص عناصر حاجز للجيش في بلدة الهرمل في شهر كانون الثاني 2017.

كان محمد يخدم في الحاجز عندما تلقى اتصالاً من دورية لقوى الأمن الداخلي تتعقب سيارة رانج روفر بداخلها علي دندش مع شابين آخرين، طالبة منه توقيفها. رفض سائق السيارة الامتثال لأوامر الحاجز. ما دفع عناصره لاطلاق النار على اطارات السيارة قبل أن يترجل منها الشبان الثلاثة، وفق بيان قيادة الجيش حينها، ويبادروا إلى إطلاق النار على العسكريين. فرد أحد العناصر بالمثل وقتل علي دندش على الفور.

أحد العناصر الذي عرف فوراً حينها كان محمد علي راضي من بلدة معربون. وكي لا تتكرر فصول الانتقام لمقتل هادي محمد جعفر برصاص حاجز للجيش أيضاً، حيث أقدم آل جعفر على تعقب عنصر مخابرات الجيش علي القاق إلى سوريا لقتله، أرسل وفد من نحو 15 ضابطاً لتقديم التعزية لعائلة دندش، في مسعى تدخل فيه حينها المفتي أيمن الرفاعي وأشخاص من حزب الله. واستكملت مساعي المصالحة بزيارة وفد كبير من أهالي معربون وعائلة راضي آل دندش، حيث وعدت العائلة أن تضع قضية ابنها في عهدة قيادة الجيش، معتبرة اياه واحداً من شهدائها.

إلا أن "المسامحة" لم تثبت أكثر من ستة أشهر. فوفق التحقيقات، كمن شخص من آل دندش لمحمد بينما كان مع ابن عمته في منطقة رأس العين، دار حول سيارته مرتين، قبل أن يطلق النار من سلاح كاتم للصوت 7 ملم مباشرة على رأسه وعنقه ويده، كما أوضح لـ"المدن" الطبيب الشرعي علي سلمان، ثم أطلق النار على ابن عمته فأصابه في الفخد كي لا يتبعه، وغادر المكان ببرودة أعصاب، لا تشبه حال بلدة معربون التي ذهلت بالحادث.

وبدا الغيظ واضحاً على الشيخ أيمن الرفاعي، الذي قال في اتصال مع "المدن" إن "ما جرى مخالف لكل الأعراف والعادات والتقاليد العشائرية، وكل القيم. إذ إنه لم يسبق في منطقتنا أن أوخذ بخاطر أهل الضحية، وقالوا إنهم سامحوا، ومن ثم عادوا وغدروا". لكن الأخطر، وفقه، أن "المعتدى عليه هو عنصر في الجيش، بينما حق الضحية الأولى، إذا كان هناك من حق، هو في رقبة المؤسسة العسكرية التي يخدم فيها محمد".

بالتالي، فإن الاعتداء كما قال الرفاعي هو على الجيش، وعلى السلم الأهلي، وعلى أمن المجتمع، وهو دعوة لكل المصلحين أن لا يدخلوا بعد اليوم بمثل هذه المصالحات، "لأننا خيبنا أمل الناس بها"، معتبراً أن "المطلوب الآن أن يقوم الجيش بدوره ويوقف من ارتكب هذه الجريمة الشنعاء". فهل يتحرك الجيش لحماية عناصره من عقوبة قيامهم بواجبهم، أم يتركهم في مرمى العمليات الثأرية؟

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها