الأربعاء 2017/05/31

آخر تحديث: 11:50 (بيروت)

رصاصة في رأس الطفلة لميس: #بعلبك_تتألم

الأربعاء 2017/05/31
رصاصة في رأس الطفلة لميس: #بعلبك_تتألم
خبر تصفية الخلافات بإطلاق النيران ليس استثناءً في حي الشراونة
increase حجم الخط decrease

الطفلة لميس نقوش (8 سنوات) ضحية أخرى تُضاف إلى ضحايا اطلاق النار العشوائي في بعلبك. إذ تحوّل خلاف بين أشخاص من آل وهبي وآخرين من آل نقوش، الذين يعيشون في حي الشراونة، إلى اشتباكات مسلحة، ليل الثلاثاء في 30 أيار، استهدف خلالها منزل والد لميس مباشرة، بينما كانت العائلة تختبئ فيه، فأصيبت الطفلة بطلق في رأسها أدى إلى وفاتها على الفور.

الحادث استدعى استنفاراً أمنياً في بعلبك ودوريات مؤللة للجيش، بعد ردة الفعل العنيفة التي أظهرها أهل لميس وأقاربها من آل نقوش. وأُفيد عن نزول البعض منهم ملثمين إلى الشارع واقفالهم الطرق بالاطارات المشتعلة، مسلمين بعلبك إلى ليلة أخرى من ليالي الرعب المتكررة، بسبب حالة الفلتان الأمني السائدة فيها منذ فترة.

خبر تصفية الخلافات بإطلاق النيران ليس استثناءً في حي الشراونة، بل يشكل الحي الذي يتوسط معظم أحياء بعلبك، منطقة متوترة في معظم الأحيان، لما يأويه من مطلوبين، بعضهم بمذكرات توقيف، ومعظمهم بجرائم ثأر وقتل ومخدرات.

أما خبر مقتل طفلة في بعلبك، فقد جاء هذه المرة بعد أقل من شهر على إضراب عام واعتصام نفذه الأهالي على اثر قتل الشاب خليل الصلح لمطالبة الأجهزة الأمنية بوضع حد للفلتان الأمني، وعلى وقع الأجواء المطمئنة التي يحاول منظمو مهرجانات بعلبك الدولية اشاعتها لتحفيز الناس على المشاركة فيها، وبعد أيام فقط من اجتماع محافظ بعلبك بشير خضر مع وزير الداخلية نهاد المشنوق، الذي طمأن أن الأجواء الأمنية مؤاتية لتنظيم هذه المهرجانات.

والحال أن البعلبكيين ما عادوا يشعرون بالأمان، الذي تحدث عنه المشنوق، بل يتحدث معظمهم عن خطف المدينة واتخاذها رهينة من قبل "مجموعات جاهلة" تختبئ تحت عباءة العشائر، حتى باتت المدينة لا تشبه نفسها بل صار "الزعران" هم من "يحكمونها" ويسيؤون إلى سمعتها ومستقبلها، كما يقولون.

هذا الشعور ترجمه حسين ياغي، وهو رئيس جمعية SAFE SIDE، التي تعنى بالتوعية من تفلت السلاح في بعلبك، والذي أعلن اضراباً مفتوحاً عن الطعام، بحيث لن يفطر سوى على المياه والملح، كما قال لـ"المدن"، لإيصال رسالة إلى المعنيين بأنه "كفى استهتاراً بحياة الناس في بعلبك، ولتتحرك الأجهزة الأمنية لارساء الأمن والأمان"، مناشداً رئيس الجمهورية ميشال عون بالتدخل لإنهاء هذا الوضع في المدينة.

وغصت وسائل التواصل الاجتماعي بالاستنكارات لما يجري في بعلبك، ووصفها البعض بـ"مدينة الموت" مع اتهامات حتى للإعلام بالتخلي عنها، ودعوات أطلقت "لأمن ذاتي ومواجهة سلاح المسيئين لبعلبك وسمعتها بالسلاح"، وإلى نبذ نواب المنطقة "لأنهم سبب موت الأبرياء".

وكتب الناشط الاجتماعي حسين حسن، عبر صفحته في فايسبوك، تحت هاشتاغ #بعلبك_تتألم، الذي تشاركه عدد من البعلبكيين في صفحاتهم، "انتوا وقاعدين مجموعين مع عيلكن واحبابكن هلق، فكروا للحظة انو طفلة بعمر الورد ماتت من شوي برصاص طايش بمنطقة محسوبة على لبنان اسمها بعلبك، سمعانين فيها؟ مدينة فيها الدولة مفقودة، والأحزاب فاشلة، والمحافظ تافه، والقوى الأمنية فاسدة". واعتبر أن المشكلة ليست في "الشباب وعقولهم وتربيتهم فحسب، المشكلة أنه فرض علينا في بعلبك مجتمع فاسد يقوم على تجارة المخدرات والسلاح وباقي الممنوعات، ويحمي وجوده بالسلاح والزعرنة، والغطاء الحزبي".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها