لم يتسن لكل من أندريه زخيا رزق من كفرمسحون، ومايكل أنجلو قازان من البقاع، البالغين من العمر سبعة عشر عاما، الاحتفال بتخرجهما من المدرسة والاستمتاع بخوض تجرية جديدة من حياتهما... فجأة، توقف مشوارهما، وانحدر مسارهما فتغيرت وجهتهما وغادرانا من دون سابق انذار، تاركين عائلتين مفجوعتين بخبر رحيلهما الباكر جداً، غير مصدقتين أن فلذة كبدهما غادراهما ليل أمس، من دون وداع ومن دون رجعة!
يروي مقربون من عائلة رزق في حديث لـ"المدن"، أن أندريه غادر منزله الواقع في بلدة كفرمسحون للقاء صديقه مايكل أنجلو الذي يقطن في قرية بحديدات المجاورة في قضاء جبيل، وتوجها في سيارة رينو باتجاه حبوب لتمضية الأمسية مع الأصدقاء، مستخدمين طريقا مختصرا ويشكل صلة وصل بين كفرمسحون والقرى المحيطة، ومدينة حبوب. وبعد مرور منتصف الليل، اتصل والد أندريه بابنه مراراً وتكراراً ولكن عبثاً حاول. فتواصل مع الدفاع المدني ليبلغ عن اختفاء ولده وصديقه.
"أمضينا الليل بطوله نحاول بمؤازرة عناصر الجيش اللبناني، العثور عليهما، يقول عنصر الدفاع المدني جورج ح. لـ"المدن"، ولكن من دون جدوى. بعدها أعلمنا أحدهم أن السيارة تحتوي على نظام تحديد المواقع GPS ليتبين لنا أن النقطة الأخيرة التي اجتازتها السيارة كانت على الطريق المستحدثة بين كفرمسحون وحبوب والتي تؤدي الى قرى بشتليدا وفدار، مقابل محمية بنتاعل". ويتابع: "ساعات أمضيناها نبحث في هذه النقطة. ومع طلوع الفجر، عثرنا في قعر الوادي على بقايا السيارة وذلك على بعد ٦٠٠ متر من الطريق، ووجدنا أحدهما مرميا خارج السيارة، فيما بقي الآخر داخلها، وسرعان ما تبين أنهما، وللأسف، فارقا الحياة فور وقوع الحادث، وذلك قرابة منتصف الليل".
توضح مصادر بلدية إده لـ"المدن"، أن هذه الطريق المؤدية إلى بشتليدا وفدار، هي طريق مستحدثة ولا يعرفها سوى أهالي البلدة هنا، الذين يقصدونها لاختصار الطريق وصولاً إلى حبوب، المشكلة أنها طريق ضيقة ومحاطة بالوديان، كما أنها غير مجهزة بأعمدة انارة أو حتى بحواجز تحد الطريق من الجهة التي تشرف على الوادي، ولكن ذلك لا يعني تحميل الجهات المعنية المسؤولية"، سائلة: "كيف يسمح والدا كل من الشابين القاصرين قيادة سيارة من دون رخصة سوق وفي ساعة متأخرة من الوقت؟".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها