السبت 2017/05/27

آخر تحديث: 02:07 (بيروت)

بلدية طرابلس بين الأحلام والانقسام

السبت 2017/05/27
بلدية طرابلس بين الأحلام والانقسام
لم يخلُ المؤتمر من المكائد السياسيّة
increase حجم الخط decrease

في موعدٍ استغرق التحضير له سنةً كاملة، عقدت بلدية طرابلس، الجمعة في 26 أيار، في فندق كوالتي إن، مؤتمراً صحافيّاً لإعلان "خطّة المجلس البلدي" وعرضها، بحضور رئيس البلدية أحمد قمرالدين وبعض الأعضاء، وفعاليات من المجتمع المدني.

الخطّة التي جاءت في سياق الردّ على الاتهامات الموجهة إلى المجلس، بالتسويف والمماطلة واستمرار منطق الهدر والفساد الذي ورثه من المجالس السابقة، تمّ عرضها في فيديو مصوّر مدّته 25 دقيقة، يتناول عناوين الخطّة وآلية تنفيذها في المناطق في 5 مشاريع هي: التنظيم الإداري والتخطيط، تحسين نوعية العيش، العمران والبنية التحتيّة، المجالات الإقتصادية والمجالات الاجتماعيّة.

مشاريع الخطّة، التي تفرّع عن كلٍّ منها بنود عدّة تُفصل آليتها الدقيقة، تباينت الردود بشأنها، بين مُباركٍ للجهود ومتفائل بإمكانية إنجازها، ومتشائم يراها أشبه بعناوين فضفاضة تعطي آمالاً بعيدةً عن أرض الواقع. وإذا كانت أزمة السير والنفايات ومولدات الكهرباء وفوضى البناء وحفريات مجلس الإنماء والإعمار، من أكثر القضايا إلحاحاً، التي يُجمع أبناء المدينة على معاناتهم منها، رفعت البلديّة سقف حلولها، وقدّمت مشاريع يحسبها الطرابلسيون من الأحلام المستحيلة. إذ وضعت في خطّتها للسنوات الخمس المقبلة، إنشاء المنطقة الإلكترونية وتأهيل المرافق والأسواق ومدّ الجسور بين المناطق وافتتاح الحدائق العامة والملاعب الرياضية ومواقف السيارات وإنجاز مشروع الإرث الثقافي.

لكن حلقة النقاش، التي عقدها قمرالدين مع المدعويين بعد انتهاء الفيلم، للإجابة عن استفساراتهم، فتحت الباب على سجالاتٍ واسعة. فارتكزت على دفاتر الشروط والمناقصات والموازنة وموارد البلديّة بعدما جرى الإعلان عن كلفة المشاريع بـ140 مليون دولار، وبعضهم قدّم اقتراحاته، وآخرون أعلنوا يأسهم من إنجاز مشروعٍ واحد.

استطاع قمرالدين، ومعه رئيس لجنة الهندسة في البلدية جميل جبلاوي، أن يُجيبا عن الأسئلة، وإن كان الجوّ ضاغطاً. وقمرالدين، الذي شرح وجهة نظره لاهتمامه بالملاعب الرياضية وفرق كرة القدم، وهناك من يصفه بـ"الاهتمام المبالغ" حيال حاجات المدينة الأخرى، يرى أن الرياضة هي النافذة التي ستطل منها طرابلس على المناطق الأخرى وعلى العالم. فـ"جميع الشتّامين الذين يتهموننا بالفساد، يحاولون إفشال البلدية والنيّل من طرابلس، فيما نعدهم أنّهم سيُصدموا من إنجازاتنا".

حتّى الفيديو، لم يسلم من الاتهامات والتشكيك. وقد سرت شائعات أنّ كلفته بلغت 18 ألف دولار وقد نُفّذ من دون مناقصة. لكنّ مصادر البلدية تنفي ذلك، وتشير المعلومات إلى أنّه كلف نحو 12 ألف دولار، "لما يحتويه من تقنيات عالية بالغرافيك والتصوير عن علوّ ومن مختلف الزوايا، لعرض على أكمل وجه".

في الواقع، لم يخلُ المؤتمر من المكائد السياسيّة، إذ صُدم قمرالدين بغياب 8 أعضاء من دون إبلاغه مسبقاً. ويشير مصدر بارز في البلديّة، لـ"المدن"، إلى أن 6 منهم غابوا لأسبابٍ سياسية ضدّ اللواء أشرف ريفي، وهم ينتمون إلى لائحة الحلف السياسي السابقة. واثنان منهم، خالد تدمري وزاهر سلطان، غابا لعدم إلتزام قمرالدين بتنفيذ 23 بنداً، قبل عقد المؤتمر، سبق أن اتفق المجلس عليها، ومن بينها إحالة ملفات الفساد إلى التفتيش المركزي واجراء المناقلات الإدارية لموظفين متهمين بتقاضي الرشى.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها