الإثنين 2017/05/22

آخر تحديث: 00:15 (بيروت)

بر الياس تغلق الليطاني: إشراك زحلة بالوجع من المجارير

الإثنين 2017/05/22
بر الياس تغلق الليطاني: إشراك زحلة بالوجع من المجارير
صار الليطاني سبباً لموت المئات بمرض السرطان (لوسي بارسخيان)
increase حجم الخط decrease

أغلق مساء الأحد، في 21 أيار، ناشطو حراك "ما بدي الليطاني يقتلني" في برالياس، مجرى نهر الليطاني تحذيرياً عند حدوده التي تفصل البلدة عن زحلة، تاركين مسرباً ضيقاً لتدفق مياه النهر، تحت طائلة رفع السواتر ومنع تدفقه كلياً، الثلاثاء في 23 أيار، إذا لم يتم التجاوب مع مطالبهم الثلاثة، التي حددها إبراهيم الميس، بإسم التحرك. وهي: "اصدار قرار قضائي عاجل بوقف كل التعديات على النهر من المعامل والدباغات وغيرها، تنظيف مجرى النهر، وتشغيل محطة تكرير زحلة".

ومنع تدفق مجرى النهر ليس سوى "آخر دواء" يلجأ إليه أهالي برالياس، بعدما صار النهر سبباً لموت المئات بمرض السرطان في البلدة، وفق تقارير تثبتها تحاليل الجامعة الأميركية في بيروت، كما يؤكد النائب عاصم عراجي، بعدما كان من عايشوا النهر قبل عشرين سنة يسبحون في مياهه النظيفة، كما يؤكدون.

وجاء التحرك بعدما سقطت كل المواعيد التي ضربت سابقاً بتشغيل محطة تكرير زحلة، التي تتلقف برالياس مجارير أكبر تجمع سكاني فيها، إلى جانب مياه الصرف الصحي الناتجة من معاملها ومعظم معامل شمال البقاع.

وكان يفترض، وفق موعد اللجنة المنبثقة عن اليوم الوطني لليطاني، الذي نظم في تشرين الأول 2016، أن يتم تشغيل محطة تكرير زحلة الجاهزة لتكرير ما لا يقل عن 37 ألف متر مكعب من المياه الآسنة، في بداية العام 2017. إلا أنه بعد مرور 6 أشهر من هذا الموعد، كشف وزير البيئة طارق الخطيب، في زيارة قام بها أخيراً إلى برالياس، أن مولدات الكهرباء الممولة من الدولة الإيطالية، التي مولت تجهيز المحطة، لم يتم تركيبها بعد. وهو لم يلتزم بموعد لتركيبها، في وقت أعلن عراجي أن اللجنة الوزارية التي شكلها رئيس الحكومة سعد الحريري لمتابعة موضوع تلوث الليطاني، طالبت بمد خط خاص من مؤسسة كهرباء لبنان إلى محطة تكرير زحلة بـ24 ساعة متواصلة لتشغيل المحطة.

وإذا كانت محطة زحلة جزءاً من خطة لمجلس الانماء والإعمار بإنشاء ست محطات في البقاع الشمالي، لم ينجز منها حتى الآن سوى محطتين، فإن المؤكد أن تشغيل محطة زحلة يخفف الجزء الأكبر من التلوث عن بلدة برالياس. من هنا، جاء تحرك مجتمعها المدني الضاغط في الأيام الماضية.

وليس إغلاق النهر سوى محاولة لإشراك زحلة بوجع برالياس من "مجاريرها"، لعلّ ذلك يؤدي، كما يؤكد الأهالي، إلى تشغيل محركات محطة التكرير سريعاً، وإلا فإنهم سيعيدون إلى زحلة مجاريرها المتدفقة مع النهر، عبر رفع السواتر الترابية. وعندها ليتحمل المعنيون مسؤولية ما قد ينتج عن ذلك من تداعيات.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها