الأحد 2017/05/21

آخر تحديث: 00:46 (بيروت)

بيكفي عنف: احتفال من نوع جديد

الأحد 2017/05/21
بيكفي عنف: احتفال من نوع جديد
تخللت الاحتفالية حلقة ألعاب ورقص جمعت الكبار والصغار معاً (ريشار سمور)
increase حجم الخط decrease

تحت شعار "بيكفي عنف" نظمت للمرة الأولى في لبنان احتفالية مدنية، السبت في 20 أيار، في ميدان سباق الخيل في بيروت جمعت نحو 40 جمعية من المجتمع المدني، تهتم بمواضيع مختلفة منها العنف، مفقودو الحرب، البيئة، الفساد، الأملاك العامة، ديمقراطية الانتخابات، حقوق العمال الأجانب وغيرها.

أراد المنظمون أن تكون الاحتفالية مساحة تلاق بين الجمعيات، "بهدف توحيد جهودها في ما يتعلق بالأهداف المشتركة، ومساحة لقاء بينها وبين الجمهور المستهدف، الذي تتعامل معه هذه الجمعيات"، وفق ما يقول لـ"المدن" طانيوس دعيبس، مدير البرامج في جمعية مشغل، المنظمة للاحتفالية. يضيف دعيبس: "الهدف الآخر من هذه الاحتفالية تغيير الصورة النمطية التي تخلقها السلطة والأوساط المهيمنة والمتضررة من نمو المجتمع المدني وتطوره، والتي تظهره معزولاً عن الناس، كأن مشاريعه مرتبطة بالتمويل الذي يحصل عليه فحسب".

وقد اختار المنظمون ميدان سباق الخيل لتكون الاحتفالية في إحدى المساحات العامة وفي الهواء الطلق لأهمية هذه المساحات في الحياة العامة. وتوزعت الجمعيات المشاركة على طاولات متلاصقة من دون أي فاصل بينها، لتعزيز التفاعل في ما بينها. وجال عدد من التلاميذ والطلاب والحضور على الجمعيات التي عرفتهم عن نفسها وعن القضايا التي تعمل عليها والخدمات التي تقدمها.

وتخلل الاحتفالية معرض للصور نظمته جمعية مقاتلون من أجل السلام، التي تضم عدداً من المقاتلين السابقين في الحرب الأهلية اللبنانية. ويظهر المعرض صوراً حديثة مدموجة مع صور من الحرب لمقاتلين قدامى، قرروا التكفير عن ذنوبهم التي ارتكبوها أثناء الحرب من خلال العمل للسلام والسعي إلى توعية الفئات الشابة والمهيأة أكثر من غيرها للقتال. واللافت أن من بين الصور صور لفنانين كأحمد قعبور ومارسيل خليفة. ويقول أحد المقاتلين القدامى لـ"المدن" إن سبب وجود هذه الصور من بين صور المقاتلين هو اعتراف هؤلاء أنهم من خلال فنهم قد أسهموا في الحرب.

وتضمنت الاحتفالية معرض صور لعدد من المفقودين في الحرب مرفقة بقصة كل واحد منهم. ولم تنس الاحتفالية قضية العمال الأجانب، فخصصت لهم مساحة من خلال زاوية تعرف على جزء من ثقافاتهم، إذ قاموا بعرض وبيع الألبسة والصور والزينة، والأكلات المشهورة في بلادهم، التي قاموا بتحضيرها للمناسبة. ولدى مرورنا بالقرب من إحدى هذه الطاولات، تجنبت إحدى العاملات الأثيوبيات المقارنة بين الطعام اللبناني والطعام الأثيوبي خجلاً، لتعود وتقول إن من يجرب الطعام الأثيوبي مرة لا يعود يأكل غيره.

وتخللت الاحتفالية حلقة ألعاب ورقص جمعت الكبار والصغار معاً. ونظمت سبع من الجمعيات حوارات اختارت كل واحدة منها موضوعاً مختلفاً عن الأخرى، يتماشى مع القضية التي تعمل عليها. وهذا الأمر لا يتناقض مع شعار الاحتفالية "بكفي عنف"، إذ إن هذه الجمعيات، وإن اختلفت في مواضيعها، إلا أنها "تعمل كل واحدة من موقعها على تفكيك العنف"، وفق دعيبس.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها