الخميس 2017/05/11

آخر تحديث: 08:41 (بيروت)

سجال في اللبنانية الأميركية: لا أحد يمثل الله

الخميس 2017/05/11
سجال في اللبنانية الأميركية: لا أحد يمثل الله
الجامعة حريصة على عدم جرح مشاعر أي متديّن أو معتنق لعقيدة ما (المدن)
increase حجم الخط decrease

منذ بضعة أسابيع عُرضت مسرحية "An Act of God" في الجامعة اللبنانية الأميركية، وهي مسرحية مونولوغ بدأ عرضها من مسرح برودواي في مانهاتن- نيويورك، المسرح الذي ينتج أهم مسرحيات اللغة الإنكليزية في العالم. تتناول المسرحية بطريقة كوميدية مواضيع ذات علاقة بحقوق الإنسان والتعصب والقتل بإسم الله ويلعب فيها الممثل دور "الله".

لم يعجب عرض المسرحية الطالب محمد طفش، الذي أطلق منذ بضعة أيام عريضة موجهة إلى عميد الجامعة يعترض فيها "كإنسان مسلم مؤمن بالله" على أن "يمثل أحد دور الله في مسرحية"، مؤكداً أن القرآن يقول في سورة الشورى "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير". بالتالي، لا يحق لأحد تمثيل دور الخالق في مسرحية "تشهّر بالإسلام. وهذا أمر غير مقبول عند كل الطوائف الإسلامية".

ما إن أطلق طفش هذه العريضة حتّى ردّ عليه القيّمون على المسرحية بعريضة مضادة. يقول أحد الناشطين من بينهم لـ"المدن" إن "المسرحية تنص على أنها لا تتناول الأفكار الإسلامية حصراً، بل الإنسان بشكل عام. العريضة والحملة التوعوية المضادة هي أفضل طريقة للرد على التطرف في الجامعة". يضيف: "نحن لا نتهجم على أي دين، بل مطلبنا هو التوعية لمحاربة التطرف وعدم التسامح مع كل ما يقيد حرية التعبير عن الرأي. الجامعة دعمتنا في حملتنا ونحن حريصون على ذلك ونقدر ما تفعله لدعم حرية التعبير".

لكن، رغم دعم الجامعة للمسرحية، يقول طفش لـ"المدن" إنّه "يجب على الجامعة تطبيق قانون السلوك الطلابي الذي ينص على أن التشهير مع أو ضدّ الرموز السياسية والدينية ممنوع. ومرتكبه يحاسب بالإنذار والفصل". وهو إضافة إلى البعد القانوني، يشدد على البعد الديني للمسألة، إذ يؤكّد أنّه يتكلّم بإسم المسلمين في الجامعة، كما أنه تواصل مع شيخ من دار الفتوى، ويمكن أن "يُصدر فتوى في الموضوع إذا تم التواصل مع المفتي عبداللطيف دريان". فـ"الدين الإسلامي يرفض التشهير، لكنه مع النقاش ضمن حدود الإحترام"، يضيف طفش.

إلا أنّ ما يعتبره طفش تشهيراً بالدين لا يرى فيه عميد الطلاب في الجامعة رائد محسن "أي مس لأي دين أو عقيدة". فـ"المسرحية هي عمل ثقافي وإبداعي، وكل من انتقدها في مواقع التواصل الاجتماعي لم يشاهدها أصلاً، وحتى الذين أطلقوا العريضة. إلا أننا سمحنا لهم بالإحتجاج عندما اجتمعوا معنا". يضيف: "الجامعة هي المكان المناسب لإختبار الأفكار ومناقشتها، سواء كانت دينية أم فلسفية. لقد دأبت الجامعة منذ السبعينات، وخلال الإقتتال في لبنان، على عرض أعمال فنية طلابية لم تتضمن أي مسّ بالدين أو إهانة لعقيدة ما".

ويؤكّد محسن أن "الجامعة حريصة على عدم جرح مشاعر أي متديّن أو معتنق لعقيدة ما، إلا أن المسألة باتت عند البعض أنه بمجرد استخدام كلمة الله أو الأنبياء أو الأئمة أو الرسل نصل إلى خط أحمر. لا خطوط حمراء في الأكاديميا، ونرفض أن تحاصر العقول بخطوط حمراء".

يضاف هذا الحدث إلى ما حصل في الجامعة الأميركية في بيروت منذ نحو شهر، حين طالبت مجموعة من الطلاب المثليين والنسويين بالغاء محاضرة نظمتها مجموعة طلابية إسلامية لمناقشة المثلية كـ"مرض نفسي". وهذان الاعتراضان، وإن كانا يمثلان نظامين متباعدين من القيم، إلّا أنهما يلتقيان في الغاء الآخر.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها