الأربعاء 2017/05/10

آخر تحديث: 06:53 (بيروت)

فيرا الخوري: مرشحة "مدعومة" للأونيسكو

الأربعاء 2017/05/10
فيرا الخوري: مرشحة "مدعومة" للأونيسكو
تدعم الحكومة اللبنانية ترشح فيرا الخوري (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

أثار ترشح فيرا الخوري إلى منصب المديرة العامة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة (الأونيسكو) بلبلة في لبنان، خصوصاً أن ترشحها نال دعم الحكومة اللبنانية على عكس وزير الثقافة السابق غسان سلامة. بيد أن المنافسة اليوم هي منافسة عالمية وصلت إلى مراحلها الأخيرة على منصب يتنافس عليه 9 مرشحين من بينهم 4 من جنسيات عربية.

الخوري هي أستاذة محاضرة في جامعة السوربون في مجال العلوم السياسية ومتزوجة من فرنسي من أم لبنانية، ولها منه شاب وفتاة. درست الخوري العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في بيروت، ونالت شهادة في العام 1979، ثم تابعت دراستها في جامعة نيويورك الأميركية، حيث نالت شهادة ماجستير في تخصص دراسات الشرق الأوسط في العام 1983.

تربت الخوري في عائلة لبنانية "عادية"، كما تصفها، لناحية العلاقات والنشاطات السياسية. لكن توجهها إلى العلوم السياسية والديبلوماسية كان نتيجة تأثرها بالواقع العام في لبنان، الذي كان يشهد حرباً أهلية حينها. "الديبلوماسية بالنسبة إلي تتعلق بالحوار وتقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف. هي التي تنهي الحرب التي تشتعل حينما تفشل الديبلوماسية"، تقول الخوري.

حاولت الخوري الإنتساب إلى السلك الديبلوماسي اللبناني، لكنها لم تحقق ذلك بسبب الفوضى التي كانت تسيطر على لبنان خلال الثمانينات، فتوجهت إلى العمل في مجال التواصل والإدارة في عمل خاص، كان عبارة عن معرض يشجع المواهب الشابة. ثم سافرت إلى فرنسا بسبب اشتداد حدة الحرب، حيث عملت في الفترة الأولى في مجال التواصل أيضاً.

إذا فازت الخوري بهذا المنصب، لن تكون هذه خطوتها الأولى في منظمة الأونيسكو أو العمل التمثيلي أو الديبلوماسي. فهي دخلت المنظمة منذ العام 1996 ممثلة جزيرة سانت لوسيه الكاريبينية، التي منحتها ثقتها من دون أن تكون حاملة جنسيتها. وهو أمر "غير معتاد، لكنه غير استثنائي"، وفق الخوري.

هكذا، استطاعت الخوري بناء علاقات مع سفراء كثر حول العالم بحكم عملها وخبرتها الطويلة في المنظمة. وفي حين يرى البعض في تعدد المرشحين العرب للمنصب نفسه إضعافاً لحظوظهم بالنجاح، ترى الخوري في ذلك فخراً. "من خلال خوضنا هذه المنافسة أثبتنا أننا كعرب قادرون على خوض منافسة ديمقراطية. ومن المهم ألا ننسى أن فوز المديرة العامة الحالية للأونيسكو إيرينا بوكوفا جاء رغم ترشح 3 أشخاص من أوروبا الشرقية، مقابل مرشح عربي واحد مدعوم من الجامعة العربية".

تدعم الدولة اللبنانية ترشح الخوري من خلال قيامها "بما يجب عليها فعله"، وفق الخوري. وذلك يشمل مرافقة القائمين بالأعمال لها في الزيارات الديبلوماسية الضرورية، بالإضافة إلى تواصل الوزراء، خصوصاً الثقافة والخارجية، خطياً مع الدول الأخرى للإطلاع على المقابلات وتأكيد جدارة لبنان بهذا المنصب. والمرحلة المقبلة، يفترض أن تطلب الخوري من رئيسي الجمهورية والحكومة أن يتوجها إلى رؤساء الدول الأخرى لإقناعهم بالمرشحة اللبنانية، خصوصاً أن المقترعين هم 58 دولة. من أجل ذلك، تتمنى الخوري أن تكون الجدارة هي المعيار الوحيد الذي ستنتخب على أساسه هذه الدول. "أما إذا اختاروا الحملة الانتخابية الأغنى، فمن المؤكد أننا لن نفوز بالمنصب"، تقول الخوري.

تسلط الخوري الضوء في برنامجها الانتخابي على أهمية تماشي المنظمة مع التطورات التي نشهدها في عصر الإتصال الحالي. وهو أمر يرتبط بالمناهج التعليمية المدرسية والجامعية. تنطبق هذه الرؤية على لبنان أيضاً، الذي يجب أن يعيد النظر في التخصصات التي يتعلمها الشباب في ظل توقع انقراض مهن كثيرة خلال السنوات المقبلة، وظهور ما يسمى بمهارات القرن الحادي والعشرين. بالإضافة إلى تربية جيل جديد مجار لهذه التطورات وواع أهمية الثقافة والتراث واحترام تراث الآخر وثقافته وتقدير البيئة والتنمية المستدامة والموارد الطبيعية، خصوصاً المياه.

أما بالنسبة إلى علاقتها مع سلامة وغيره من الشخصيات اللبنانية، فتؤكد الخوري أن لا علاقة سلبية بينها وبين أحد، بل على العكس، تفتخر الخوري بكل شخصية لبنانية بارزة في لبنان وخارجه وتحاول تسليط الضوء عليهم في كل مناسبة ممكنة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها