الإثنين 2017/05/01

آخر تحديث: 00:35 (بيروت)

صواريخ متطورة لحزب الله: إسرائيل وإيران في حرب النكران

الإثنين 2017/05/01
صواريخ متطورة لحزب الله: إسرائيل وإيران في حرب النكران
مقلاع داود قادر على اعتراض أكثر من 80٪ من صواريخ حزب الله (Getty)
increase حجم الخط decrease

تعكس الغارة الإسرائيلية الأخيرة على مستودع ذخيرة لحزب الله في مطار دمشق، وفق تقارير إسرائيلية، مرحلة جديدة من الدفاع ضد الحزب وإيران. فبعدما أكملت إسرائيل العمل على نظامها الدفاعي متعدد الطبقات، أي مقلاع داود، يسعى حزب الله إلى زيادة جهوده للتسلح بالصواريخ بهدف التغلب على هذا النظام، معتمداً نظرية إطلاق عشرات الصواريخ في آن واحد، بهدف ضرب البنى التحتية الحيوية في إسرائيل.

لكن صحيفة يديعوت أحرونوت ترى أن المرحلة الجديدة في الدفاع الاستراتيجي الإسرائيلي تتقدم مع تدشين نظام مقلاع داود منذ أسابيع. فإيران وحزب الله يدركان، وفق الصحيفة، أن هذا النظام الدفاعي هو الأول والوحيد من نوعه، وهو يتحدى قدرتهما على تهديد إسرائيل. لكن بعد دخول نظام مقلاع داود الخدمة، قررت إيران، وفق يديعوت أحرونوت، أن ترسل إلى حزب الله ترسانة تتألف في معظمها من صواريخ دقيقة، وبعضها موجه بنظام تحديد المواقع العالمي GPS، بدلاً من تسليحه بمئات آلاف الصواريخ غير الدقيقة.

تفسير ذلك، وفق الصحيفة، بسيط. فإيران وحزب الله يعلمان أن مقلاع داود قادر على اعتراض أكثر من 80٪ من صواريخهما، وهما ينويان محاربته باستخدام عدد ضخم من الصواريخ. ما يضع نظام الدفاع الإسرائيلي أمام كثير من التهديدات غير الممكن اعتراضها. ويريد الإيرانيون التأكد من أن عدم سقوط بعض الصواريخ التي ستخترق نظام الدفاع الإسرائيلي في الحقول. بالتالي، يقومون بتحسين الترسانة الصاروخية الضخمة لحزب الله، التي تُقدر بأكثر من 130 ألف صاروخ وقذيفة.

هذه الاستراتيجية الجديدة المتبعة من قبل إيران لتسليح حزب الله تقلق الإسرائيليين كثيراً، بسبب احتمال تمكنها من إحداث تدمير كبير في الجبهة الداخلية لإسرائيل. لذلك، تبذل المخابرات العسكرية الإسرائيلية، وفق الصحيفة، جهوداً للحصول على معلومات استخباراتية عن محاولات إيران تسليح حزب الله بالصواريخ الدقيقة وضرب الشحنات المتوجهة إليه. وتقوم إيران بإرسال هذه الشحنات بطرق جديدة، من بينها الرحلات التجارية لشركات الطيران الإيرانية انطلاقاً من افتراض أن إسرائيل لن تعرف أن رحلة تجارية منتظمة من طهران إلى دمشق ستحمل قطعاً من صواريخ وقذائف تجمع لاحقاً.

وترى الصحيفة أنه ليس مستغرباً أن تعمل الاستخبارات الإسرائيلية على كشف هذه المحاولات، وأن المعركة بين إيران والاستخبارات الإسرائيلية تجري بطريقة شديدة السرية. فالإيرانيون لا يريدون أن يعترفوا بأنهم يقومون بتسليح حزب الله عبر سوريا، لأن ذلك ينتهك القواعد التي وضعها مجلس الأمن. في المقابل، لا تعترف إسرائيل أو تنكر أنها تقوم بتدمير هذه الشحنات. هكذا، فإن الجانبين يستغلان الانكار لمصالحهما الخاصة، في سيناريو يبدو أنه سيستمر فترة طويلة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها