على الفور توجهت أصابع الاتهام إلى أشخاص من أصحاب السوابق في آل زعيتر، خصوصاً أن إحدى كاميرات المراقبة كشفت وجهي اثنين منهم، وتبين أن أحدهما، وهو الذي ترجل من سيارته يلقب بـ"أبو حلاوة"، كان قد تورط سابقاً بقتل شخص من آل حجيري، ولم يمر على خروجه من السجن أكثر من ثلاثة أيام، كما يقول أشخاص من آل الصلح.
وفيما كان بعض أفراد العائلة يتبادلون أسماء أحد "المجرمين" في ما بينهم، ذكر بعضهم أن رسائل وردت إلى بعض الهواتف الجوالة من قبل نوح زعيتر، تنفي أي علاقة لآل زعيتر بالجريمة. الرسالة لم تقنع أحداً بالطبع.
وكان مفتي بعلبك خالد الصلح يحاول امتصاص حالة الغضب التي سادت في منزل المغدور قبل دفنه، متحدثاً بهدوئه المعتاد إلى وسائل الإعلام لحث القاتلين على تسليم أنفسهم، عندما فجرت والدة خليل، سمية، غضبها على نوح زعيتر وطالبته بأن يسلم قتلة ابنها إلى عائلة الصلح وليس إلى الدولة، واعدة ابنها بقتل من قتلوه حتى لو بقي يوم من عمرها.
فخليل هو بكر العائلة، متزوج من صحافية من دون أولاد، ولديه شقيقة وأربعة أشقاء جميعهم في السلك العسكري. وهؤلاء، كما تروي ابنة عمه، "يعيشون الآن في صراع، بين الدولة ومؤسساتها التي أقسموا على الولاء لها والعيش تحت غطائها، وبين أن يطالبوا بتسريحهم ليثأروا لشقيقهم. إذ لا يوجد بين آل الصلح من هو مقتنع بأن الدولة ستقوم بواجباتها في توقيفهم أولاً، ثم الاقتصاص منهم طالما أن هؤلاء محميون من جانب سلطة أقوى من سلطة الدولة. وإلا ما معنى أن يُجهّل القتلة بالقول إنهم من آل زعيتر، علماً أن القتلة معروفون فرداً فرداً، وبإمكان الدولة إذا أرادت أن تحضرهم".
عليه، ساوت حالة الغضب في منزل آل الصلح بين "الدولة وأجهزتها والمجرمين"، فكشفت إحداهن أن دركياً واحداً لم يحضر خلال الحادث، حتى صفي دم خليل، وهو الذي لم يؤذ أحداً يوماً.
وتحدث المختار تامر الصلح لـ"المدن" عن حالة الفلتان الأمني التي تسمح بانتشار مثل هذه الجرائم، فما إن يوقف أحد المطلوبين حتى يفرج عنه في اليوم التالي، وكأن شيئاً لم يكن.
فيما كشفت ولادة "عن قلق أمني يلازم عائلات بعلبك"، التي تقول إنها "ما عادت تشبه نفسها، بعدما تحكم بها الزعران، وهؤلاء لم يعد يردعهم شيء، وليس غريباً أن نرى المجرم غداً يسير بيننا. فحياة الناس الأبرياء صارت رخيصة جداً، أمام ارتكابات الزعران والحشاشين طالما أن يحمل هؤلاء السلاح".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها