علي "اليهودي" عبر الحدود إلى إسرائيل.. لماذا؟

اجتاز علي م. (25 عاماً)، من بلدة حبوش في النبطية، مساء الخميس في 27 نيسان، المنطقة الحدودية اللبنانية- الإسرائيلية، ووصل إلى مستعمرة كريات شمونة. فاعتقله العدو الإسرائيلي وحقق معه، ثم أطلق سراحه عند معبر الناقورة عبر اليونيفيل، ظهر الجمعة في 28 نيسان. وقد استلمته مخابرات الجيش اللبناني لاستكمال التحقيقات معه.

تضاربت المعلومات عن كيفية وصول مرعي إلى الحدود واجتيازها وعن الخرق الذي أحدثه في المنظومة الدفاعية الإسرائيلية، وكذلك المنظومة الأمنية لحزب الله، على كامل الخط الحدودي، وتجاوزه الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية أيضاً. فهل يبرر هذا الخرق بالقول إن الشاب "مختل عقلياً"؟

ويشير والد علي، في اتصال مع "المدن"، إلى أن ابنه "كان شاباً عادياً وبكامل قواه العقلية والطبيعية. وقد حاول السفر منذ فترة إلى تركيا في محاولة للجوء إلى إلمانيا، لكنه لم يتمكن من الوصول وعاد ادراجه إلى لبنان. لكن كأنه شخص آخر. فهو دائماً يقول إنه يريد العودة إلى أصله، فهو ساعة أسترالي وساعة ألماني وساعة يهودي".

وكان علي قد غادر منزله، الخميس، في العاشرة صباحاً متوجهاً إلى النبطية. وقد جرب أهله التواصل معه مراراً، وحين أجاب على هاتفه قال إنه متوجه إلى كريات شمونة، ولم تنفع محاولات والده إقناعه بالعودة إلى المنزل. ما دفعه إلى التوجه إلى فصيلة الدرك في كفرجوز، "وسردت لهم ما قاله إبني، من أجل إبلاغ المعنيين على الحدود، لاسيما حواجز الجيش". فطلب منه الدرك، وفق روايته، العودة للتبليغ عن فقدان ابنه بعد 24 ساعة من اختفائه.

حادثة الشاب جعلت بلدة حبوش تعيش في بلبلة وتضارب كبير في المعلومات. فرئيس البلدية الدكتور علي نعمة، يقول لـ"المدن"، إن "الشاب لا يعاني من أي اضطراب عقلي، بل والده يعاني من أمراض مزمنة". وأكد أحد المواطنين في البلدة، علي. ح.، أن الشاب لا يعاني من أي مشكلة عقلية. في حين ذكر أحد سكان البلدة، الذي تحفظ عن ذكر إسمه، أن "الشاب كان مسافراً ويتعاطى المخدرات ودائم الحديث لرفاقه أنه يريد العودة إلى بلده إسرائيل وأنه يهودي. وكل هذه الأقاويل كانت في إطار المزاح".

في حين تواردت معلومات لـ"المدن" أن علي هو شاب بكامل قواه العقلية، ولا يعاني من أي اضطرابات وسافر إلى العديد من الدول من بينها إلمانيا وتركيا وله علاقة بتجارة المخدرات، وأنه كان يقطن في بيروت. وتتكاثر القصص والأسئلة هل أن تجاوزه الحدود عمل مدبر؟ وهل من رسائل إلى العدو الإسرائيلي بأن اجتياز الحدود أصبح أمر ممكن؟