الخميس 2017/04/27

آخر تحديث: 00:20 (بيروت)

واشنطن لموسكو: الجنوب السوري ممنوع على حزب الله

الخميس 2017/04/27
واشنطن لموسكو: الجنوب السوري ممنوع على حزب الله
تسير المباحثات الروسية الأميركية في شأن سوريا ببطء (Getty)
increase حجم الخط decrease
تسير المباحثات الروسية الأميركية في شأن سوريا ببطء. وتفيد مصادر متابعة أنه رغم عدم قرب إنجازها حالياً، إلا أن تقدماً حصل على مستوى صوغ خطوط عريضة لها، مع وجود بعض العقبات أولها مصير بشار الأسد، الذي لم يبحثه الطرفان بعد. ففيما يعتبر الطرف الأميركي أنه لا يمكن للأسد أن يكون جزءاً من مستقبل سوريا، وأن روسيا غير متمسكة به حتى النهاية، فإن روسيا غير قادرة على التخلّي عن بشار بشكل علني حالياً. وربما المخرج سيكون بإزاحته في المرحلة الإنتقالية.


أما العمل الأساسي لدى الطرفين، فهو كيفية التعاطي مع الوجود الإيراني وحزب الله في سوريا. وهناك خلافات أميركية روسية حول المبدأ. بمعنى أن موسكو توافق مع واشنطن على عدم وجوب وجود حزب الله في الجنوب السوري بناء على المطالب الإسرائيلية، لكن روسيا أيضاً لا تريد القضاء على دور الحزب والإيرانيين في سوريا بشكل نهائي، على عكس ما تريده الولايات المتحدة. وهذا الخلاف يأتي وسط تمسّك إيراني بالإمساك ببعض المناطق الجغرافية بفعل قوة الأمر الواقع. وتعتبر المصادر أن الهدف الإستراتيجي الإيراني هو الإمساك بممر أساسي يضمن لإيران التحرك عبر العراق في اتجاه سوريا فلبنان. وهنا، تلمّح المصادر إلى إمكانية تخلي إيران عن التمسك بالأسد مقابل الحصول على هذا المطلب.

حتى الآن، لا بوادر للإتفاق على هذه النقاط، لأنه لو جرى التوافق عليها لكانت الأمور بدأت بالتغير. وهنا، ثمة من يطرح سؤالاً أساسياً عن مدى قدرة الطرف الروسي على البقاء على وجهة نظره في ظل التشدد الأميركي والإصرار على لعب دور أساسي في التسوية الروسية. وترى المصادر أن موسكو لن تكون قادرة على الخروج عن المسار الأميركي في المرحلة الحالية. وهناك من يعتبر أن حسابات روسيا في ظل رئاسة دونالد ترامب تغيّرت، سواء بالنسبة إلى سوريا أم بالنسبة إلى أوكرانيا والعقوبات. وتؤكد المصدر أنه بخلاف رفض روسيا في السابق إدخال الملف الأوكراني ضمن أي بازار تفاوضي، فإن الأمور تغيّرت حالياً، وروسيا مستعدة للربط بين الملفات، لحلّ الأزمة الأوكرانية لمصلحتها، وضمان أمنها الإستراتيجي مقابل اعطاء بعض التنازلات في سوريا.

هذا الموقف، وفق حلفاء روسيا ومن بينهم حزب الله الذي لديه قراءة تحليلية للضربة الأميركية إلى مطار الشعيرات. فالضربة، وفق هذه القراءة، هدفت إلى توجيه رسالة إلى روسيا، بأن لدى استخدام واشنطن نفوذها وسلاحها، لا يمكن لأحد الوقوف بوجهها، وبأن واشنطن تمتلك ترسانة لا أحد قادراً على امتلاكها أو استخدامها. بمعنى أن واشنطن تلوّح بالخيار العسكري للجم روسيا عن التفكير بأي خيار عسكري آخر. وهذا أيضاً كان الهدف من إطلاق أم القنابل. بالتالي، أن الرسالة الأميركية تتلخص بأن واشنطن لا تريد الدخول في معارك عسكرية، ولكنها إن أرادت فسيكون لها اليد الطولى في التأثير على تغيير المعارك. وإن لم يكن ذلك بشكل مباشر، فقد يكون بدعم المعارضة المسلّحة بالأسلحة النوعية. وهذا ما تربطه المصادر بالتحركات العسكرية للمعارضة بدعم أميركي في الجنوب السوري وتحديداً في درعا.

ولكن، أين حزب الله من هذه التطورات؟ تجيب المصادر بأن الرسالة الأميركية واضحة في هذا المجال وقد وصلت إلى حزب الله. وهي أنه ممنوع عليه أن يكون موجوداً في الجنوب السوري، لا في القرار ولا في الميدان. أما عن الوجود في المناطق السورية الأخرى، كريف دمشق، القلمون، ريف حمص، فيعتبر الحزب أن هذه المناطق خاضعة له بفعل سيطرته الميدانية عليها. وهذا، لا يمكن لأحد تغييره، إلا بعمل عسكري مستبعد حالياً. أكثر من ذلك، تعتبر المصادر أن ما جرى من عمليات تهجير في تلك المناطق، كان تمهيداً للواقع المقبل أو لفرض شروط ضمن التسوية المقبلة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها