الأربعاء 2017/04/26

آخر تحديث: 10:54 (بيروت)

عين الحلوة: فتح تثأر

الأربعاء 2017/04/26
عين الحلوة: فتح تثأر
سترد فتح بسرعة ولن تتراجع عن الحسم (خالد الغربي)
increase حجم الخط decrease
تاريخياً، يروي أهالي مخيم عين الحلوة، أنه في كل شهر رمضان، ثمة من يفتعل إشكالات. في السنة الماضية، حصل إشكال وصف بأنه أخف من السنوات السابقة. وفي السنة التي سبقتها شهد المخيم اشتباكات عنيفة في حيي الطوارئ والتعمير. في معظم الاشتباكات التي كانت تندلع، كانت عملية الضبط تحصل بالمال. من هنا، يجري الربط بين شهر رمضان واشتعال الاشتباكات لتحصيل الفصائل مزيداً من المكتسبات المالية، في ظل نظرة تفيد بأن الأموال تأتي للاجئين خلال هذا الشهر.

لم يمضِ وقت طويل على خروج المخيم من الاشتباكات التي شهدها حي الطيري بين حركة فتح ومجموعة بلال بدر. لايزال الوضع على غير ما يرام. وهناك من يتخوف من أن تعود الاشكالات أو الاشتباكات مجدداً، رغم الهدوء الذي يعيشه المخيم. الأربعاء ستعقد الفصائل الفلسطينية اجتماعاً لإعداد رؤية جديدة لتنفيذ خطتها الأمنية في المخيم. جملة عوامل تتداخل في ما بينها تدفع المراقب للتدقيق بما سيكون عليه وضع المخيم في الأيام المقبلة.

لم تهضم فتح مسألة عدم تسليم بدر والسيطرة بشكل كامل في حي الطيري، ولا حتى تواري أعضاء مجموعته في المخيم. وجّهت فتح أسئلة إلى الفصائل الإسلامية المشاركة في القوة الأمنية، ليأتي الجواب بأن الفصائل الإسلامية تحتاج إلى زيادة عدد عناصرها في القوة الأمنية، لأجل القدرة على فرض السيطرة، والتعاطي بجدية أكبر في كبح أي محاولات لتوتير الأجواء والقبض على أي متورط في أعمال أمنية. عليه، طلبت القوى الإسلامية زيادة عديد القوة الأمنية، وتعتبر هذه القوى أن حصر القوة بمئة عنصر يشكّل غبناً بالنسبة إليها. وأي زيادة في عدد العناصر يستوجب زيادة في التكاليف، أي زيادة المخصصات المالية لهذه القوى.

وهنا يبقى السؤال الأساس عن موعد تنفيذ هذه الخطة ودخولها حيّز التنفيذ، لتجيب مصادر متابعة قائلة: "سيكون ذلك رهن مسألتين، الأولى توسيع القوة الأمنية وزيادة عديدها، والثانية دفع التعويضات لمستحقيها ممن تضرروا من الاشتباكات الأخيرة. وفي حال لم تدفع التعويضات، فإن الناس ستمنع القوة الأمنية من الإنتشار، إذ لا يمكن فتح صفحة بدون طي الصفحة الماضية. ودفع التعويضات دونه عقبات، لأن الأنروا تربط أي مساهمة في إعمار المخيم، بضمانات من القوى الفلسطينية بعدم تكرار ما حصل. ولكن لا أحد قادراً على أن يعطي ضمانة عدم تكرار وقوع الاشتباكات.

ولا شك في اختلاف التجربة في حال حصول إتفاق ما على تعزيز دور الخطة الأمنية، وإنتشار القوة الأمنية في حي الطيري. سابقاً، دخلت فتح حي الطيري ولكنها لم تبقَ، فيما اقتصر الإنتشار على عناصر من حركة حماس وعصبة الأنصار. ولكن، حتى في الوقت الذي دخلت فيه فتح الحي، لم يعترض أحد على ذلك، وكان بلال بدر متوارياً. وبعدها حاول بدر تركيب كاميرات للمراقبة، استطاعت فتح منعه من ذلك عبر وسطاء. وهذا يعود، وفق المصادر، إلى أن بدر لديه العديد من الحسابات التي تدفعه إلى الإنكفاء. أما الإنتشار هذه المرّة، فتريده فتح أن يكون جدياً ونهائياً، عبر تلقيها ضمانات بعدم حصول أي إشكال معها، كي لا تتجدد الاشتباكات وتكون أعنف.

ولكن، إذا ما حصل أي فعل يوتر المخيم أمنيّاً، ستتطور الأمور وسترد فتح بسرعة ولن تتراجع عن الحسم، خصوصاً أن الحركة قد تكون مقبلة على تغييرات عسكرية وأمنية. بالتالي، لدى هذه التغييرات العسكرية، تقوم فتح بفعل اختبار لنفسها. وهذا الاختبار سيكون في المكان الذي تعتبر أن لديها ثأراً فيه، وهو حي الطيري ومع بدر. وهنا لا يمكن توقع ما سيحصل.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها