الأربعاء 2017/04/26

آخر تحديث: 08:05 (بيروت)

الحريري يلعب دور جنبلاط.. والبـيك يصعّد

الأربعاء 2017/04/26
الحريري يلعب دور جنبلاط.. والبـيك يصعّد
هناك من يؤكد ألا مفرّ من التمديد في 15 أيار (المدن)
increase حجم الخط decrease

أثارت تغريدة النائب وليد جنبلاط، الثلاثاء في 25 نيسان، موجة من الاتصالات المستفسرة، المستنكرة، والموضحة. كتب جنبلاط: "إذا كان مشروع الاشتراكي مضيعة وقت، فإن التأهيل الطائفي ضرب للوحدة الوطنية لتيار يسمى مستقبل لكن قد يصبح ماضياً". إلى هنا يبدو واضحاً أن الطرف المستهدف هو تيار المستقبل. وتوحي التغريدة أن هناك خلافات بين الحليفين بشأن قانون الانتخاب، فيما هناك من يحمّلها أكثر ويقول إنها "ليست رمّانة، إنما هي النقطة التي فاضت بها الكأس".

سارع المستقبليون إلى الاتصال بجنبلاط. تلقى اتصالاً من رئيس الحكومة سعد الحريري، وضح فيه أن المستقبل لا يستهدف جنبلاط في أي موقف أو محطة. ما استدعى من جنبلاط كتابة تغريدة أخرى قال فيها: "وبالمناسبة لا نعني تياراً محدداً بل كل الذين يزايدون في التغيير وهم من التغيير براء".

هكذا، وجه السهم في التغريدة الثانية إلى التيار الوطني الحرّ، ردّاً على ما نقلته معلومات لـ"المدن" تشير إلى أن وزير الخارجية جبران باسيل توجه إلى النائب أكرم شهيب بالقول: "لو بقيت المواقف على حالها، واستمرّت المراوحة عشر سنوات فلن نرضى بغير القانون التأهيلي".

بالنسبة إلى المستقبليين، فإن تغريدة جنبلاط الأولى، جاءت ردّاً على مانشيت جريدة المستقبل، التي نقلت عن حزب الله أن إقتراح جنبلاط مضيعة للوقت. وهنا يعتبر المستقبليون أن الجريدة نقلت عن مصادر حزب الله وهي لا تتبنى وجهة نظره. لكن ما استفز جنبلاط أكثر، هو أن هذا الإعلان جاء صبيحة اللقاء الذي عقد بين الحريري ووفد من الاشتراكي برئاسة تيمور جنبلاط، جرى خلاله شرح موقف الاشتراكي وتأكيد رفض القانون التأهيلي.

يعرف جنبلاط أن القانون التأهيلي وفق أساس طائفي دفن قبل أن يولد. بالتالي، ليس لديه تخوف من موقف الحريري حياله، رغم كل الأجواء التي يحاول مستقبليون إشاعتها أن التيار الأزرق لم يرفض التأهيلي ولايزال على طاولة البحث.

انزعاج جنبلاط يرجع إلى سببين. الأول تلطي الجميع خلفه وخلف موقفه بما فيهم المستقبل. الثاني، قفز المستقبل فوق اقتراح الاشتراكي، عوضاً عن إعطائه حقه من النقاش. وفي اللحظة التي كان يعلن فيها النائب غازي العريضي اقتراح الاشتراكي، كان المستقبل يسرّب أخباراً أن الحريري بصدد تقديم طرح جديد. فهم الأمر وكأن الحريري يدخل على خط إسقاط اقتراح جنبلاط، لحسابات تفصيلية كتسليف العونيين موقفاً. فكان الردّ: "ما هكذا تورد الإبل يا سعد". لكن سعد هنا ليس المقصود بالضرورة، بل بعض المحيطين به، والذين لا "يحبون" جنبلاط، ممن كانوا من رعاة نسج التسوية الرئاسية.

لدى الحريري أولوية عدم الإنخراط في محاور معينة. يريد أن يكون هو بيضة القبان، في استحواذ على دور جنبلاط التاريخي. لا يريد رئيس الحكومة الاصطدام برئيس الجمهورية ولا حزب الله. يريد استنساخ جنبلاط في نسج علاقة جيدة مع الجميع. والخلاف ربما يكمن هنا. بالنسبة إلى الحريري لا مشكلة في أي قانون، فهو سيحصل على نحو 25 نائباً أو أكثر بقليل وفق أي قانون. صيغة الأحلاف السياسية المركبة سقطت. بالتالي، فإن الحريري متحرر من الإصطفاف داخل هذا الحلف، إذ "ليس هناك ما يستدعي التضحية في سبيله".

إذا كان لدى جنبلاط هاجس الحفاظ على موقعه ودوره وتمثيله، كما يرى مستقبليون، فهذه الهواجس غير موجودة لدى الحريري. فهو يسلّم بفكرة حجمه والتعاون مع سنة آخرين. فأي مواجهة بالنسبة إليه قد تنعكس سلباً على دوره وعلى موقعه الحكومي. بالتالي، يفضل الوسطية للحفاظ على ذلك، من دون الإضطرار إلى الدخول في مواجهات.

على أي حال، بددت سحابة الصيف بين الحليفين. وتعتبر مصادر مطّلعة على العلاقة بينهما أن الأمور تسير بتفاهم وتنسيق، رغم بعض الاختلافات في وجهات النظر، وسط تأكيد الطرفين أن المشكلة ليست لديهما، إنما لدى الطرف الآخر، خصوصاً بين حزب الله والتيار الوطني الحرّ. وهذا ما يعلّق عليه مسؤول بارز لـ"المدن" أن إشارات الحريري الإيجابية تجاه المختلط تأتي في سياق رفض المواجهة مع باسيل، طالما أن هناك أطرافاً أخرى ترفض هذه الصيغة، وعلى رأسها حزب الله والرئيس نبيه بري.

عليه، هناك من يؤكد أن لا مفرّ من التمديد في 15 أيار، أو العودة إلى الستين. وبما أن رئيس الجمهورية يرفض الخيارين، فإن المصادر ترجّح الذهاب إلى التمديد، وسط مقاطعة مسيحية ورفض من رئيس الجمهورية. وحينها، سيطعن عون بقانون التمديد، على أن يرفض من المجلس الدستوري. بالتالي، يصبح التمديد نافذاً.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها