الثلاثاء 2017/04/25

آخر تحديث: 00:32 (بيروت)

كيف قرأت إسرائيل جولة حزب الله في الجنوب؟

الثلاثاء 2017/04/25
كيف قرأت إسرائيل جولة حزب الله في الجنوب؟
"هذا الاستفزاز غير الحكيم يأتي في الوقت المناسب" (Getty)
increase حجم الخط decrease

الجولة غير العادية التي نظمها حزب الله، في 20 نيسان، للإعلاميين على الحدود اللبنانية الإسرائيلية كانت لافتة في توقيتها ومضمونها. فبعدما قام الجيش الإسرائيلي لسنوات بأعمال كشفت نيته العدوانية تجاه لبنان، ترى الدولة العبرية أن ما قام به حزب الله يُعتبر دليلاً من وجهة نظره أن الإسرائيليين يخشونه.

وكانت صحيفة هآرتس الإسرائيلية قد وجدت في الجولة محاولة من حزب الله للرد على منتقديه في الداخل، وفي الوقت نفسه الحفاظ على الردع ضد الجيش الإسرائيلي. فبعد استثمار حزب الله قوات عسكرية كبيرة في حماية نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وبعد المعاناة من أزمة إقتصادية حادة، "من الجيد تذكير المواطنين اللبنانيين بالعدو الحقيقي".

المنطق في هذه الجولة، وفق هآرتس، واضح. فبما أن حزب الله رفع من قدرات وحداته في الحرب السورية، يجب وضع مزيد من العقبات لمنع وقوع ضربة محتملة إسرائيلية عند نقطة معينة يمكن أن تشهد تصعيداً من الجانبين. وبشكل عام، يبدو وفق الصحيفة أن الحياة مريحة جداً في قسم العلاقات العامة في حزب الله. فعلى مدى سنوات، "قُدمت جميع أعمال الجيش الإسرائيلي الدفاعية في لبنان دليلاً على نيات إسرائيل العدوانية. ودائماً، ما أقنعوا الجمهور بأن إسرائيل هي المسؤولة".

وتنقل الصحيفة تصريحاً لضابط كبير في الجيش الإسرائيلي يقول فيه إن لدى حزب الله 8000 مقاتل حالياً في سوريا، أي ما يعادل 30% من قواته. ورغم اكتسابه خبرة واسعة بفضل الاتصال الوثيق مع المدربين الروس، الذين يعملون جنباً إلى جنب مع نظام الأسد ومع ضباط الحرس الثوري الإيراني، فإن "حزب الله مرهق". والأسد يتحرك إلى الأمام ويستعيد الأراضي ببطء، ولا أحد من القوات التي تساعد الأسد حريصة على التضحية بالمقاتلين في معارك حضرية دموية.

وترى هآرتس أن أكبر مشكلة يواجهها حزب الله اليوم هي المشكلة الإقتصادية. فقد خفضت إيران كثيراً مساعداتها المالية بينما ارتفعت نفقات حزب الله بسبب دعمه أسر القتلى والجرحى في الحرب السورية. وفي الوقت نفسه، فإن المقاتلين الذين قاتلوا الجيش الإسرائيلي في أيام الشريط الحدودي، في جنوب لبنان، تقاعدوا ويتوقعون دعماً مالياً.

وقد تسببت جولة الإعلاميين غير المعتادة، وفق هآرتس، بإحراج في بيروت. ما دفع رئيس الوزراء سعد الحريري إلى القيام بجولة خاصة في جنوب لبنان مع وزير الدفاع اللبناني وقائد الجيش، مؤكداً أن حكومته هي من يمثل السيادة. فهذه الجولة هي خرق مفضوح لقرار مجلس الأمن 1701، من خلال جلب الإعلاميين للقاء المقاتلين في جنوب نهر الليطاني. ورغم أن حزب الله وسوريا ولبنان تجاهلوا القرار منذ سنوات، إلا أن "ما قام به حزب الله هذه المرة كان تجاهلاً فاضحاً".

وبالنسبة إلى إسرائيل، يأتي "هذا الاستفزاز غير الحكيم في الوقت المناسب". فقد قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هالي في مجلس الأمن، في اليوم نفسه لجولة الإعلاميين، إن إيران وحزب الله هما الجانيان الرئيسيان في الشرق الأوسط، متوعدة بأن الولايات المتحدة ستعمل ضدهما. بالتالي، فإن "الإدارة الأميركية الجديدة تتصرف على الساحة الدولية بدقة في ما يتعلق بموقفها من إيران وحزب الله".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها