الأحد 2017/04/23

آخر تحديث: 11:54 (بيروت)

انتهاء مؤتمر "المركز العربي":الحقبة الأكثر حساسية في تاريخ المشرق

الأحد 2017/04/23
انتهاء مؤتمر "المركز العربي":الحقبة الأكثر حساسية في تاريخ المشرق
هذه الحقبة هي "الأكثر حساسية في تاريخ المشرق العربي" (المدن)
increase حجم الخط decrease
اختتم المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، السبت 22 نيسان، أعمال مؤتمره "العرب: من مرج دابق إلى سايكس- بيكو 1516-1916، تحولات بنى السلطة والمجتمع من الكيانات والإمارات السلطانية إلى الكيانات الوطنية"، الذي عقده في فندق بريستول في بيروت.

وترأست الدكتورة فهمية شرف الدين الجلسة الصباحية من اليوم الثاني، وقالت إن "معرفتنا بتاريخنا للأسف لم تكتمل بعد كغيرها من المعارف". ثم قدم الدكتور سيار الجميل بحثه بعنوان "تاريخ العرب الحديث 1516-1916: إعادة الرؤية في أبعاد التكوين"، في "محاولة لإعادة الرؤية كي نعيد في أذهاننا المقاربة بين اقليم وآخر لمعرفة ما كان يريده الباب العالي على امتداد أربعة قرون من رؤية عثمانية للمنطقة". وقال إن "تكوينات العرب الحديثة ليست كلها من صنع أوروبا. مشكلتنا حتى هذه اللحظة لاتزال قائمة تجاه عملية التنوير، وهناك غياب لمعرفة العرب بما حل بهم في القرون الأربعة تحت السلطنة العثمانية. نحن لانزال نستخدم منتجات أوروبا والغرب لكن لا دخل لنا بإنتاجها، فلا صناعة عربية منتجة، والحداثة لم تصل إلينا بعد".

ثم تحدث الدكتور محمد جمال باروت عن بحثه "من اتفاقات سيكس بيكو إلى معاهدة لوزان: عقد التحولات الكبرى وآثاره البنيوية في نشوء الدولة في المشرق العربي"، فوصف هذه الحقبة بأنها "الأكثر حساسية في تاريخ المشرق العربي"، متوقفاً عند "كيفية تمهيد الدولة العثمانية للاتفاقات السرية التي سبقت اتفاقية سايكس- بيكو، التي بقيت سرية حتى العام 1951".

وأشار إلى "التحولات العالمية التي حصلت في تلك الفترة والتي شهدت انهيار ثلاث امبراطوريات متعددة القوميات: الأمبراطورية العثمانية، الأمبراطورية النمساوية- المجرية والامبراطورية الروسية القيصرية"، وإلى أثر هذه التحولات في تاريخ المشرق العربي التي اسماها "سنوات التحول، وهي المحصورة بين اتفاقات سايكس- بيكو 1916 ومعاهدة لوزان 1923". وتحدث باروت عن تغييرين حصلا قبل ذلك وهما "نشوء الحركة العربية والحركة القومية الكمالية التركية"، ملمحاً إلى "نشوء نوع من التحالف بين الطرفين سياسياً وعسكرياً"، ومبدياً أسفه لأن "الحركة القومية التركية استطاعت تدمير معاهدة سيفر عام 1920 وارغمت الحلفاء على استبدالها بمعاهدة لوزان التي نشأت بنتيجتها جمهورية قومية تركية تحتذي بنمط الدولة- الأمة، بينما تم تدمير الحكم العربي ووقع المشرق العربي تحت نظام الانتدابات ووضعت الأسس التنفيذية لبناء الوطن القومي اليهودي رسمياً في صك الانتداب البريطاني على فلسطين".

بعدها، ترأس الدكتور أحمد مفلح جلسة بعنوان "السلطنة العثمانية ومسائل من المجتمع الأهلي العربي". وقدم الدكتور جوزيف أبونهرا بحثه "مسيحيو الشرق من مرج دابق إلى سايكس- بيكو: بين نظام الملل وحماية السلطان ونظام الامتيازات والحماية الأوروبية". وقال إن "معركة مرج دابق شكلت نقطة تحول بارزة بالنسبة إلى مسيحيي المشرق، الذين عاشوا قروناً في ظل نظام الملل الذي تطور تطبيقه مع الزمن، وكان نظام الملل العثماني يتألف من جماعات وليس من أفراد، كانت خاضعة لقوانين الشرع الإسلامي".

ولفت إلى أنه "قبل معركة مرج دابق اعترف السلطان الفاتح لأهل الذمة بثلاث ملل: ملة الروم، ملة الأرمن وملة اليهود. لكن بعد هذه المعركة ارتفع عدد هذه الملل إلى 16 في القرن التاسع عشر، بعدما أنشئت كنائس جديدة معلنة اتحادها مع روما وحصلت تباعاً على فرمانات: السريان الكاثوليك، الأرمن الكاثوليك، الروم الكاثوليك، البروتستانت والكلدان. وقد تمتعت كل ملة باستقلالية داخلية تحت سلطة رئيسها الروحي كالأحوال الشخصية وإنشاء المدارس الخاصة، وكان رئيس الملة مكلف بجمع الضرائب من أبناء ملته. وهناك عدد من التحديات التي واجهت الملل المسيحية بسبب استمرار النزاعات بين القسطنطينية وروما، الأمر الذي كانت له انعكاسات دينية وسياسية على مسيحيي المشرق".

أضاف أبونهرا: "إضافة إلى التحديات الدينية، واجه مسيحيو المشرق تحديات سياسية نتيجة الامتيازات التي تتمتع بها بعض الدول الأوروبية لحماية الأقليات الدينية في الشرق. فكان للتنافس السياسي الأوروبي انعكاساً سلبياً على أوضاع المسيحيين حيث ساهم في نشوء مناخ توترات ونزاعات بين الطوائف أو بينهم وبين السلطنة العثمانية".

وتحدث الدكتور فاضل بيات عن "الزعامات العربية وتعامل الدولة العثمانية معها: رؤية جديدة في ضوء الوثائق العثمانية الجديدة"، منتقداً "وصف الدولة العثمانية بالاستعمارية"، متسائلاً "لماذا لا نطلق على الدولتين العربيتين الأموية والعباسية صفة الاستعمارية عندما احتلتا شمال أفريقيا غير العربي وبلاد إيران الفارسية وغيرها من الدول"، معتبراً أن "تجاهل الوثائق العثمانية يتسبب بأخطاء ومغالطات وتناقضات كثيرة في معظم جوانب تاريخ العرب في العهد العثماني".

وتناول الدكتور علي درويش "الصراع العثماني- الصفوي وتأثيره في الشيعة في البلاد الخاضعة للعثمانيين"، مشيراً إلى "أوجه الصراع بين هاتين الدولتين، رغم تجاورهما وتزامن قيام دولتيهما، حيث انطلقتا من رحم الحركات الصوفية، وتأثرتا بما ورثتاه عن الدول السابقة لهما. لكن الدولة الصفوية اعتمدت المذهب الإمامي الاثني عشري مذهباً رسمياً، بينما اعتمد العثمانيون مذاهب أهل السنة".

ولفت إلى "تعايش الشيعة كرعايا للدولة العثمانية معها كدولة أينما وجدوا، كما عمدوا إلى الانخراط في العمل لدى السلطة القائمة كالتدريس والجيش"، متوقفاً أمام "استخدام الدولة العثمانية، التي هي دولة سلطانية، الدين للحفاظ على سلطتها، وكانت شديدة على رعاياها الشيعة".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها