السبت 2017/04/22

آخر تحديث: 01:06 (بيروت)

الحريري يجاور حزب الله على الحدود: محاولة ترميم 1701

السبت 2017/04/22
الحريري يجاور حزب الله على الحدود: محاولة ترميم 1701
الحريري: "نحن كحكومة لسنا معنيين بما قام به حزب الله" (Getty)
increase حجم الخط decrease

على طريقته اختار الرئيس سعد الحريري الرد على الجولة الإعلامية التي نظّمها حزب الله عند الحدود الجنوبية. سريعاً بادر الحريري للردّ على المبادرة بمثلها. من الصعوبة أن يجد رئيس حكومة نفسه في موقع ردّ الفعل دوماً. لكن الواقع اللبناني لا يرحم. لم يرد رئيس الحكومة الردّ بطريقة تقليدية عبر إصدار بيان إستنكار، لجملة أسباب أولها أنه رئيس حكومة يشارك فيها حزب الله، وبالتالي فإن أي بيان قد يثير إشكالاً حكومياً جديداً، وثانيها أن الحريري أراد الرد بطريقة خاصة لإيصال الصدى إلى أوسع ما يمكن. فاختار دعوة وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، والذهاب إلى الجنوب وتحديداً إلى مقر قيادة قوات اليونيفيل في الناقورة، مصطحباً وزير الدفاع وقائد الجيش. وهذه دلالة أراد الحريري من خلالها التأكيد أن الموقف الرسمي اللبناني يختلف عن موقف الحزب. وهذا ما عبّر عنه الحريري حين قال: "نحن كحكومة لسنا معنيين بما قام به حزب الله، ولا يمكن للحزب أن يقنعني بوجهة نظره".

في سياق ردّ نقدي لخطوة الحريري، يعلّق مصدر قريب من الحزب بأن رئيس الحكومة الذي رفض وضع معادلة الجيش والشعب والمقاومة في بيانه الوزاري، عمل على إعادة إنتاجها عملياً هذه المرّة، لأن الزيارة شكّلت عنصراً تكاملياً للمعادلة، وإن تأتي معكوسة هذه المرّة "مقاومة، شعب وجيش"، خصوصاً أن الحريري لم يبد تخوفه من إندلاع أي حرب تمسكاً منه ومن الجميع بالالتزام بالبيان الوزاري. ومن جملة ما أكده الحريري أن لا سلطة فوق سلطة الدولة التي تطالب بتطبيق القرار 1701. وتعتبر المصادر أنه كان يجب على الحريري التحرّك قبل تحرك الحزب.

لا شك في أن خطوة الحريري حملت كثيراً من الرسائل أبرزها تلك التي أراد توجيهها إلى المجتمع الدولي في لحظة مفصلية بالنسبة إلى لبنان والإختبار الذي يمرّ فيه لاجل تحسين علاقاته الدولية والعربية والخليجية بشكل خاص، وإذا كانت رسائل الحريري تقتصر على هذا الجانب، فإن الرسائل التي أراد حزب الله إيصالها من خلال عرضه وجولته، تبدو أنها أوسع وأشمل.

لم تكن رسالة حزب الله عادية، خصوصاً لدى إظهار سلاح علني جنوب نهر الليطاني. فهذا يعني خرقاً رسمياً للقرارات الدولية. والهدف من ذلك أنه أسقط قواعد الاشتباك وتخطى القرار 1701، بتوجيه الرسالة إلى الطرف الإسرائيلي بأنه حاضر لأي احتمال. لكن المعنى الأساس للرسالة هو انتهاز الفرصة في المرحلة الضبابية التي تمرّ فيها المنطقة، وإنطلاقاً من الصراع الوجودي، في ظل تطورات تشهدها المنطقة ولا سيما سوريا والعراق، بعيد التحركات الأميركية فيهما. بالتالي، فإن الحاجة تقتضي ذلك التحرك، لحماية الوجود، ولإرسال رسالة استباقية لأي صفقة دولية تؤدي إلى خسارتهم المكتسبات التي جرت مراكمتها.

ولا شك في أن توقيت الرسالة يأتي بعد كثرة الحديث عن فرض حزمة عقوبات جديدة على الحزب. بالتالي، أراد الحزب التأكيد أن كل الاجراءات لن تثنيه عما يقوم به، كما أنه قادر على التلويح باستخدام أي ورقة للدفاع عن نفسه بما فيها ورقة الإشتباك مع العدو الإسرائيلي. وهنا الأساس بأن تعرض الحزب لمزيد من التضييق فإن ذلك سيغير قواعد اللعبة في الجنوب، لأن أساس رسالته هو أنه قادر على الدخول في حرب، لكنه لا يريدها.

وفيما هناك من يحمّل العرض رسالة أكبر، يقرنها باستحقاق الانتخابات الرئاسية في إيران، معتبراً أن أي تحرك يقوم به حزب الله ضد إسرائيل أو الغرب، قد يستثمره المحافظون في إيران لشد العصب وتعزيز حظوظ المرشّح الذي يدعمونه، هناك من يستبعد ذلك ويعتبر أن التصعيد الخارجي استنفد في السنوات الأخيرة وخصوصاً في سوريا. بالتالي، لن يكون لهذه التحركات تأثير كبير على مجريات الانتخابات، إنما تنحصر في تأكيد الحزب مناطقه ورسم إطارها وحدودها بفعل القوة والأمر الواقع، من الجنوب اللبناني إلى الجنوب السوري، والمناطق السورية الأخرى القريبة من الحدود اللبنانية التي حقق على طريقها قبل أيام إنجازاً من خلال إتفاق المدن الأربع.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها