الأربعاء 2017/04/19

آخر تحديث: 14:02 (بيروت)

لماذا احترقت سيارة الشبان الثلاثة.. بسرعة؟

الأربعاء 2017/04/19
لماذا احترقت سيارة الشبان الثلاثة.. بسرعة؟
موتهم أقسى من فقر الحياة التي عاشوها (لوسي بارسخيان)
increase حجم الخط decrease
لن يعرف أحد ما حصل مع الشبان الثلاثة الذين قضوا في حادث سير مروع على طريق عام سعدنايل- زحلة صباح الأربعاء، في 19 نيسان. بل بالكاد تمكن الطبيب الشرعي علي سلمان من أخذ عينات من جثثهم التي تفحمت داخل السيارة لمقارنتها مع الحمض النووي لذويهم، استكمالاً لاجراءات تسليمهم إلى عائلاتهم الثلاث، التي "انكسر ظهرها" في هذا اليوم. 


هم محمود لؤي درويش (19 سنة) من بلدة المرج في البقاع، علاء عراجي (23 سنة) وحسين الحسيني (27 سنة) من بلدة برالياس. اعتاد الشبان الثلاثة، وفق ما يروي أصدقاء لهم، أن يترافقوا صباح كل يوم إلى مركز عملهم في شركة "ماستر شيبس" في الفرزل بسيارة أكبرهم سناً، أي الحسيني. إلا أن الموت كان ينتظرهم هذه المرة في منتصف الطريق، عندما تدهورت السيارة وهي من نوع رينو كليو واشتعلت بسرعة فائقة، من دون أن يحاول أي من الشبان الخروج منها. ما يرجح فرضية فقدانهم الوعي اثر الحادث قبل أن يتفحموا في الداخل.

إلا أن السيارات لا تحترق عادة بهذه السرعة، كما يشرح مصدر أمني لـ"المدن"، إلا إذا كان فيها حمولة من نوع جرة غاز أو مواد سريعة الاشتعال. ويلفت المصدر إلى أن السبب الأكثر شيوعاً لنشوب الحرائق اثر الحوادث هو إما الاحتكاك الكهربائي أو احتكاك خزان البنزين بالأرض مع تولد شرارة. وهذا ما ترجحه مصادر الدفاع المدني في هذا الحادث، مستبعدة وجود أي مسببات خارجية لإحتراق السيارة، حتى لو كان الحسيني الذي يعمل تقني تبريد وتكييف في الشركة، ينقل عدة عمله، "لأن الغاز المستخدم في التبريد لا يحترق بسهولة".

وكان الحسيني، كما يقول أحد أقاربه، قد سافر سابقاً إلى السعودية بحثاً عن دخل أفضل يؤمن له الزواج والاستقرار بعد تخصصه تقني تبريد، وعاد قبل سنوات ليكون بالقرب من عائلته. وقد بدأ يصب سقف منزله قبل أيام، من دون أن يتسنى له أن "يدعس" في عتبة البيت.

فيما كان علاء عراجي يبحث عن الاستقرار المادي عندما انتقل من تصليح الاطارات إلى العمل في شركة خاصة، وهو الابن الأكبر في عائلة فقيرة تتألف من شابين وبنتين، قدمت منزلها الذي لم تستطع أن تكمل بناءه إلى الهيئات المانحة كي تستكمل تشييده لتسكن فيه اللاجئين مؤقتاً. فيما محمود، هو أصغرهم سناً والابن الأكبر في عائلته، التي تتألف من شقيقين وشقيقتين، يحتاج هو وعائلته لكل قرش من أجل العيش بكرامة.

هو القدر الذي كتب للشبان الثلاثة، ليكون موتهم أقسى من فقر الحياة التي عاشوها، وقد تجمع ذووهم والأصدقاء في مستشفى الياس الهراوي، منتظرين الاجراءات القانونية والطبية لاستلامهم.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها