الأحد 2017/04/16

آخر تحديث: 12:40 (بيروت)

الإمام الصدر يعود إلى مرجة رأس العين

الأحد 2017/04/16
الإمام الصدر يعود إلى مرجة رأس العين
يشغل النصب 150 متراً من مساحة المرجة (لوسي بارسخيان)
increase حجم الخط decrease

ارتفعت في مرجة رأس العين، في بعلبك، البنية الأولية لنصب تخليد ذكرى السيد موسى الصدر، في زيارته للمدينة والقائه خطاب القسم الشهير في 17 آذار 1974. لتتجاوز بذلك حركة أمل العراقيل والاعتراضات التي رافقت مشروعها وتسير بتنفيذه وفق تصميمه "النهائي"، من دون الأخذ بملاحظات الناشطين في المجتمع المدني، الذين تراجعوا، أيضاً، من الاعتراض على إقامة أي نصب "يصبغ المرجة ويكرسها لفئة"، إلى المطالبة بالتخلي عن لوغو حركة أمل، الموجود على قاعدة النصب، "طالما أن المشروع بات أمراً واقعاً".

سلسلة أسباب خنقت الاعتراضات، التي رافقت انطلاق الورشة في شباط 2017. وأولها شخصية المكرم، أي الصدر، الذي يقول رئيس بلدية بعلبك حسين اللقيس، لـ"المدن"، إنه "شكل منذ اطلاق الحركة الاجتماعية الإصلاحية في بداية السبعينيات جسر التواصل بين كل فئات المجتمع اللبناني. وكان قسمه في المرجة دليلاً على ايمانه بوحدة لبنان".

فيما يلفت مسؤول حركة أمل في البقاع مصطفى الفوعاني، إلى أن قرار تشييد النصب "جاء من باب الوفاء لمن قال إن كل طلقة نار على القاع ودير الأحمر، إنما تطلق على بيتي ومحرابي ومنبري. ولنؤكد أن الانتماء الحقيقي للوطن بدأ من بعلبك".

هكذا، قطعت مكانة الصدر الطريق فوراً على السير بمعركة "الحفاظ على المساحات العامة بعيداً من الفئوية"، لتصعب مهمة من "تجرأوا" على رفع الصوت المخالف. ومن بينهم الناشط حسين حسن الذي أن "حركة أمل تتذرع بالإمام الصدر، في كل مناطق وجودها، لفرض صبغتها على المجتمعات، لأنهم يعرفون أن الناس تحبه، لكنهم ضد أن يكرس هذا النصب لجهة معينة". ويوضح لـ"المدن" أن "المشكلة الأساسية هي في طريقة إخراج هذا النصب وفرضه كأمر واقع، من دون أن يطّلع حتى أعضاء المجلس البلدي على تصميمه. وهذا دليل آخر على سلطة الأحزاب، التي تقوض سلطة البلدية المنتخبة في بعلبك".

لكن فكرة المشروع ليست جديدة، بل تعود وفق الفوعاني "إلى العام 1998 مع فوز حركة أمل بالمجلس البلدي. وقد صرف النظر عنه حينها كي لا تتهم أمل بفرض قرارها على البلدية. ثم أجل البحث فيه إلى العام 2011، عندما طرح على المجلس البلدي ونال موافقته. لكن من دون المباشرة بالتنفيذ".

وفق حسن "تجرأ رئيس البلدية السابق على وضع المشروع في الأدراج لأنه كان يعارضه". إلا أن الفوعاني يقول إن "حركة أمل هي التي أرجأته لاصرارها على تمويل كلفته الاجمالية، والتي تصل إلى 75 ألف دولار، من أموال متبرعي أمل". ورغم أن رئيس بلدية بعلبك السابق حمد حسن ينفي، لـ"المدن"، أن يكون النصب قد طرح على البلدية أو وافقت عليه، يذكر الفوعاني أن الحجر الأساس وضع في العام 2013، "بعدما حصل على موافقة البلدية ومحافظة البقاع، وأستكملت الاجراءات القانونية مع وزارة الداخلية".


تمكن بعض المعترضين من الاطلاع على تفاصيل المشروع، بعدما رأوا بأنفسهم، كما يقول الفوعاني، أن الأعمال بدأت على طرف المرجة قرب مدخلها لجهة "البياضة"، خلافاً لما كان يعتقد أنها ستنشأ في وسطها، وتقتطع آلاف الأمتار منها. وخلال اجتماع، يقول الفوعاني، "تم تبديد الأفكار المسبقة عن حجم النصب ومساحته، وبيّنا أنه لن يشغل سوى 150 متراً، فيما مساحة قاعدته الأساسية لا تتجاوز المترين و20 سنتمتراً، بارتفاع ستة أمتار"، من مجموع مساحة المرجة، التي قدرها اللقيس بـ40 ألف متر مربع.

يؤكد الفوعاني تمسك أمل باللوغو كجزء من التصميم. فـ"أمل"، وفقه، هي كلمة تعتبر رمزاً لكل الكيان اللبناني، في دائرة تدل على الانطلاق واللامحدودية. ويلفت الفوعاني إلى مراعاة النصب "الأثر البيئي والحضاري والعمراني لمدينة بعلبك حتى يشبه بيئته ويبقى صامداً كأعمدتها. وهو يتضمن قاعدة، هي عنوان الثبات، ترتفع فوقها اليد التي أقسمت بها الجماهير وراء الإمام، ونص خطاب القسم تعلوه سنبلة رمز الخير والعطاء. مع شعار أمل المثبت على القاعدة، تعبيراً عن الأمل برفع الحرمان".

لكن إشكالية النصب لن تنتهي مع انتهاء الأعمال فيه. فثمة إشكالية تتعلق بتسمية موقع النصب، الواردة في قرار صادر عن البلدية السابقة رقمه 207، ويقضي بتسميته بـ"ساحة القسم". وفيما ينفي رئيس البلدية الحالي أي تبديل لتسمية مرجة رأس العين، يبرز فوعاني الأوراق الرسمية التي تثبت تغيير التسمية منذ عهد البلدية السابقة، وتجعلها أمراً واقعاً، كما النصب وشعار أمل.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها