الجمعة 2017/04/14

آخر تحديث: 00:17 (بيروت)

عين الحلوة منكوباً: بلال بدر بخير

الجمعة 2017/04/14
عين الحلوة منكوباً: بلال بدر بخير
تتعدد خيارات بدر في منفاه السري (خالد الغربي)
increase حجم الخط decrease
يا لعارهم، على ما اقترفوه، في مخيم عين الحلوة، بحق أبرياء تحولت منازلهم إلى رماد. كأن زلزالاً ضرب جزءاً منه. "يا ويلكم من الله، جبتولنا العار والدمار"، صرخت خمسينية وقد هالها أن ترى منزلها الذي بنته في سبع سنوات قد احترق. "غرفتان مع منافعهما شيدتهما بعرق الشقاء لأستر آخرتي. كنت أبني فيه كلما توفر لي قرشين من الـ350 ألف ليرة، هي أجري الذي أتقاضاه من تنظيف حمامات إحدى المدارس. وبلمح البصر خسرته". تسأل: "مين بعوض علي؟ صرت بالشارع"، قبل أن تنهار وتسقط أرضاً فتنقل إلى مستشفى النداء الإنساني.


عاد الناس بعد معركة الأيام الستة إلى تفقد منازلهم، وكانت صدمتهم كبيرة. المعركة نالت من أرزاقهم وممتلكاتهم. "هنا الطيري المحررة"، يقول لـ"المدن" أحد عناصر القوة المشتركة الذي كان يعمل على تفكيك قنبلة لم تنفجر في زاروب بالكاد يتسع لمرور شخص واحد. حرب الزواريب فعلت فعلتها. فالمعركة دارت من منزل إلى آخر.

منازل آل عبدالغني وآل حجير "دمرت بالكامل"، ومن بينها "دار" صالح عبدالغني، الذي يقول إن "آل عبدالغني وآل حجير هم من أوائل الذين امتشقوا السلاح من أجل فلسطين. راح منزلي ولم يسلم لي شيء منه". لكن أكثر ما يؤلمه هو "احتراق مقتنيات فلسطينية أوصاني والدي بالمحافظة عليها إلى حين العودة". صالح، رغم فداحة خسارته، يهدئ من روع زوجته، قائلاً لها: "بالمال ولا بالولاد"، مشككاً في انتهاء المعركة. فـ"طالما بقي السلاح منتشراً في المخيم المشاكل ستبقى قائمة".


يتكئ أبو أحمد الجنداوي على عصاه، ويجلس أمام محله المدمر، قائلاً: "محلي احترق، وتضرر منزلي ومنزل ابني". تبلل لحيته دموع. "أنا لا أبكي على رزقي الذي احترق، إنما أتحسر ألماً وأتلوى وجعاً على أخلاق سقطت". أما صيدلية عمر فقد راح صاحبها يتلف الأدوية التي تضررت، "وباتت فاسدة كأولئك الذين أفسدوا وأمعنوا في اجرامهم"، سائلاً: "من يعين المنكوبين، من يعمر ما هدم؟".

حي الطيري، حي الصحون، سوق الخضر، القاطع الرابع وطلعة القيادة (العامة). هذه أمكنة منكوبة. أكثر من 160 منزلاً ومحلاً احترق ودمر، فضلاً عن السيارات، وأكثر من 150 منزلاً ومنشأة صحية وتربوية أصيبت بأضرار بالغة. "الأضرار تؤكد أن مأساة إنسانية، إن لم نقل كارثة إنسانية، قد حلت في عين الحلوة"، يقول مسؤول الجبهة الديمقراطية فؤاد عثمان.

أسلاك الكهرباء تدلت، وقساطل مياه الشفة نخرها الرصاص. وقد قام متطوعون بالعمل على إصلاحها، بينما وزع ناشطون من منظمات إنسانية إسلامية مساعدات غذائية على المتضررين.


"ادخلوها مطمئنين"، يقول العنصر عن "الطيري المحررة"، بينما يشير رفيقه إلى إنه لا يمكننا التجول في كامل أرجاء الحي. نفهم أن هناك منازل محدودة لا يمكن الإقتراب منها، من بينها منزل بلال بدر. تتعدد خيارات بدر في منفاه السري. فقد يحل ضيفاً على حي الصفصاف، وقد يكون ضيفاً عند رامي ورد مسؤول جند الشام أو أسامة الشهابي. وهو، في كل الأحوال، لن يجد صعوبة في التأقلم، مع وجود بيئة حاضنة ستوفر له طيب الإقامة. لكنه إذا عاد فـ"قوات أبو عرب (قائد الأمن الوقائي الفلسطيني في لبنان) في الانتظار".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها