عادت الاشتباكات إلى القلمون الغربي، مساء الثلاثاء في 28 آذار، لكن هذه المرّة بين جبهة فتح الشام وحزب الله. وعلمت "المدن"، أن عناصر من فتح الشام شنوا هجوماً على موقع الكوش، في جرود بلدة فليطا وجرود بلدة عرسال، الخاضع لسيطرة حزب الله بهدف السيطرة عليه، لكن الحزب تمكن من التصدي للهجوم.
تتضارب المعلومات بشأن خلفية الهجوم وأهدافه، إذ إن مصادر قريبة من الجبهة، تشير لـ"المدن" إلى أن الهدف لم يكن السيطرة على الموقع لأنه لا يعتبر ذا أهمية استراتيجية، إنما إيقاع أكبر عدد من الإصابات. وعلى الإثر اندلعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، وتوسعت رقعتها لتشمل مختلف نقاطهما العسكرية. فيما قامت طائرات الجيش اللبناني بعمليات استطلاع في المنطقة، واستهدفت الفرق العسكرية تحركات المسلحين في جرود عرسال.
وتعتبر المصادر أن الاشتباكات أمر عادي ولا داعي لتحميلها أكثر مما تحتمل. لكن اللافت أنها تأتي بعد فترة طويلة من الهدوء الذي شهدته المنطقة. وتتزامن مع الحديث عن توقيع إتفاق هدنة وإخلاء مدنيين ومعارضين مسلحين من الزبداني ومضايا مقابل الفوعة وكفريا. عليه، ثمة من يعتبر أن للهجوم أهدافاً لم تُعلن. ومنها إيصال أكثر من رسالة، أولاً إلى حزب الله، وهي عبارة اعتراض على أي مفاوضات قد تحصل في القلمون لا توافق الجبهة عليها، من أجل تحسين شروط التفاوض المستقبلية. وثانياً، رسالة إلى جميع القوى أن الجبهة لاتزال موجودة وقادرة على شن هجمات وفتح معارك.
وتشير مصادر مطّلعة إلى أن الجبهة اختارت هذا التوقيت للاشتباك لأن معركتها الأساسية لاتزال مع النظام السوري وحزب الله وليس مع فصائل المعارضة الأخرى، التي ترى الجبهة أنها ذاهبة نحو التوحد، خصوصاً بعد إندلاع اشتباكات عنيفة بين الجبهة وفصائل أخرى في أكثر من منطقة في سوريا. إذ إنها اشتبكت مع فصائل الجبهة الجنوبية في درعا، ومع جيش الإسلام في الغوطة الشرقية. وفي إدلب شمالاً اشتبكت مع حركة أحرار الشام وجيش العزة وغيرهما من الفصائل. وقبل فترة، اندلعت اشتباكات بين الجبهة والفصائل المعارضة الأخرى في القلمون الغربي.
واللافت أن خطوة الجبهة هذه جاءت بعد إنسحاب تنظيم داعش من القلمون الشرقي، وإنسحابه أيضاً من الجنوب وتحديداً من درعا والسويداء، وإنحسار حضوره في الرقة ودير الزور. وهذا ما تقرأه الجبهة جيداً، من أجل التعاضد مع الفصائل الأخرى في هذه المرحلة.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها