الثلاثاء 2017/03/28

آخر تحديث: 00:20 (بيروت)

باسيل يتحدى بري

الثلاثاء 2017/03/28
باسيل يتحدى بري
قانون الانتخابات يراوح مكانه (خالد الغربي)
increase حجم الخط decrease
تتكثّف حركة الاتصالات بشأن قانون الانتخاب. في الأيام الثلاثة الماضية، جرى عقد أكثر من اجتماع ثنائي بين مختلف الأطراف، لكن من دون التوصل إلى أي نتيجة. وعلمت "المدن" أن لقاءات جرت بين مدير مكتب الرئيس سعد الحريري، نادر الحريري، والوزير جبران باسيل، وآخر بين الحريري والوزير علي حسن خليل، وكذلك بين الحريري ووفد من الحزب التقدمي الإشتراكي. ولم ترشح عن اللقاءات معطيات إيجابية، إذ تنقل مصادر متابعة عن لسان الحريري قوله: "الأمور لاتزال عالقة". ولا يجيب الحريري عن سبب العقدة ومكمنها.


لكن الصورة أصبحت واضحة: حزب الله وحركة أمل يتمسكان بالنسبية الكاملة، خصوصاً بعد تلقيهما إشارات إيجابية من الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط. عليه، يفضل الثنائي الشيعي الضغط أكثر لتحقيق النسبية الكاملة، مع الإنفتاح على الحوار في شأن توزيع الدوائر. في المقابل، يستمرّ رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في مواقفه التصعيدية المناهضة للنسبية الكاملة، إذ يعتبر أن الوقت لم يحن لذلك بعد، ولأنها لا توفر تمثيلاً صحيحاً للمسيحيين. وإلى جانب جعجع يقف التيار الوطني الحر برئاسة جبران باسيل، وإن بوتيرة أخف. وهذا ما أكده باسيل خلال زيارته الجنوبية، وتحديداً إلى منطقة الزهراني.

وجّه باسيل أكثر من رسالة سلبية إلى حركة أمل في الدائرة الانتخابية التي يترشّح فيها الرئيس نبيه بري. ورغم الحديث عن ورقة تفاهم بين الطرفين، إلا أن الوقائع تدحض ذلك، حتى ولو تحقق، لأن التنافس والصراع على المكاسب يبقى هو الأساس. وهذا ما شمله باسيل في خطابه الجنوبي، إذ بدأ بتوجيه الرسائل إلى حزب الله. وهذا ما فهم على أنه ردّ إستفزازي من باسيل على رفض الحزب مقترحاته الانتخابية، وآخرها الصيغة القائمة على الانتخاب وفق القانون الأرثوذكسي. وثمة من قرأ في كلام باسيل الجنوبي أنه كتيار غير معني بإنجاح حلفاء حزب الله في الانتخابات،. وهذا ما استدعى رداً ضمنياً من الحزب بأنه غير معني أيضاً بإنجاح حلفاء التيار.

ما يريده باسيل أصبح واضحاً، وهو إكتساح الساحة المسيحية انتخابياً. وهو يريد تحقيق ذلك مع القوات اللبنانية. ويعتبر أن الفرصة الوحيدة المتاحة له لتحقيق ذلك، تكون من خلال القانون المختلط، بحيث تبقى الدوائر المسيحية موزعة على الأساس الأكثري، فيما الدوائر المختلطة توزع على الأساس النسبي. بالتالي، في المناطق المسيحية يضمن الثنائي المسيحي فوزاً ساحقاً، وفي المناطق المختلطة تحرم النسبية الأطراف الأخرى، الإسلامية، من إنجاح المرشحين المسيحيين. لكن هذه الصيغ رُفضت، لسبب أساسي أنها غير عادلة بالنسبة إلى الأفرقاء، ولأن لا أحد يريد السماح للثنائي المسيحي بالحصول على ثلث مقاعد المجلس النيابي.

لا شك في أن كلام باسيل في الجنوب، سيؤدي إلى وضع مزيد من العصي في دواليب قانون الانتخاب، خصوصاً أن الرسائل كانت موجهة بشكل مباشر إلى الرئيس بري. وفيما كان حزب الله يرفض استهداف باسيل تيار المردة، فهو بالتأكيد سيتشدد أكثر لدى استهداف بري، وسيتمسك أكثر بالنسبية الكاملة.

ولا شك أيضاً في أن حزب الله أكثر المستفيدين من النسبية الكاملة، على المستوى الإستراتيجي. وهنا، لا بد من العودة بالذاكرة إلى موقف الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، بعيد انتخابات العام 2009، حين وضع معادلة الأكثرية النيابية والأكثرية الشعبية، معتبراً أن الأرقام تشير إلى أن حزب الله هو الذي يتمتع بالأكثرية الشعبية التي لا تتوفر بناء على تقسيمات قانون الانتخاب. وفيما يتمسّك بالمستقبل، يريده ضعيفاً مع حلفاء غير قادرين على تسمية رئيس الحكومة بمعزل عنه. وبالتأكيد لن يسمح للثنائي المسيحي بتوسيع نفوذه.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها