الأحد 2017/03/26

آخر تحديث: 19:37 (بيروت)

طرابلس: منع مصادرة تظاهرة "ضد الضرائب"

الأحد 2017/03/26
طرابلس: منع مصادرة تظاهرة "ضد الضرائب"
تنظيم التحرك في ساحة التلّ حمل بعداً رمزيّاً (جنى الدهيبي)
increase حجم الخط decrease

في ظل الانقسام السياسي الذي تعيشه طرابلس، كان لافتاً التحرك الذي دعا إليه لقاء القوى الوطنية والنقابية والأهلية والاتحاد العمالي العام في الشمال، الأحد في 26 آذار، والذي حشد مئات الطرابلسيين في ساحة التل تحت شعار "طرابلس تعلي صوتها" ضدّ السياسة الضريبة والهدر والفساد. فهو التحرك الأول في المدينة، الذي استطاع القائمون عليه منع تسييسه، فبقي محصوراً في نطاق "المطلب الواحد".

ورغم أنّ اللواء أشرف ريفي دعا باسمه إلى المشاركة في هذا التحرك، إلا أن اللجنة المنظمة ردت ببيانٍ يحذر أيّ جهة سياسية من الدعوة إلى التحرك باسمها الشخصي خارج غطاء اللجنة، منعاً لمحاولة استغلاله في غايات سياسية وكيديّة وانتخابية.

وتشير الصحافية ناريمان شمعة، وهي من اللجنة المنظمة للتحرك، إلى أن الحرص الشديد على تقييد التظاهرة بـ"التحرك الشعبي والمطلبي" هو منعاً لإفسادها بالتدخل السياسي الذي لن يفيد بشيء. فـ"نحن لا نتوجه سياسياً ضدّ أحد، إنما نحاول الاستفادة من تجربة الحراك المدني في بيروت، ولا نريد توسيع دائرة المطالب أو تسييسها، لأن ذلك يخدم القوى السياسية المتنازعة"، يقول رئيس اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في الشمال شعبان بدرا، ويؤكد أن "وعي المجتمع المدني والمواطنين للتفاهمات التي تعقدها الطبقة السياسية في توزيع الحصص والمشاريع على حسابنا، دفعنا إلى رفض أيّ استغلال سياسي لتحركنا في طرابلس".

في المقابل، يشرح المهندس ابراهيم نحال، وهو عضو الهيئة الإدارية لرابطة موظفي الإدارة العامة، موقف الرابطة الذي يرفض وضعهم في مواجهة مع الناس. فـ"نحن كرابطة نسعى منذ سنوات إلى إقرار سلسلة الرتب والرواتب المنصفة للموظفين، لكن من دون وضعنا في وجه ذوي الدخل المحدود وتحميلهم الأعباء الضريبية. بينما لا تقترب الحكومة من حيتان المال في المصارف والأملاك البحرية والمطار والكازينو، وتستمر في سياسة الهدر والفساد".

وتنظيم التحرك في ساحة التلّ حمل بعداً رمزيّاً. فهذه الساحة، التي شهدت في العام 2016 تحركات شعبية مكثفة ضد مشروع المرآب، والتي أدت إلى وقف تنفيذه، استعادت اليوم صورتها الشعبية– المطلبية، واعتبرها المتظاهرون ساحتهم ضد الظلم الواقع على طرابلس. "ومثلما انتفضنا ضدّ مشروع المرآب، سننتفض لمنع فرض الضرائب علينا ووقف الغلاء المعيشي"، تقول المواطنة سهير لـ"المدن".

وما بين تظاهرة بيروت، في 19 آذار، وتظاهرة طرابلس اليوم، وجد الطرابلسيون أن رفع الصوت في مدينتهم ضدّ فرض الضرائب هو حاجة ملحة، ونزلوا إلى الشارع بمختلف انتماءاتهم السياسية والحزبية، بسبب الضرر الذي سينتج عن الضرائب. فـ"نحن عاصمة لبنان الثانية ولن نرضى بفرض الضرائب علينا فيما 98% من أبناء المدينة هم من ذوي الدخل المحدود"، يقول محمد حزوري ممثل تجمع أمان.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها