الأحد 2017/03/26

آخر تحديث: 11:12 (بيروت)

الضاحية والبقاع: لماذا خطة أمنية صامتة؟

الأحد 2017/03/26
الضاحية والبقاع: لماذا خطة أمنية صامتة؟
تنفذ القوى الأمنية عمليات دهم للقبض على المطلوبين (المدن)
increase حجم الخط decrease
منذ أشهر، يجري التحضير لإطلاق خطّة أمنية صامتة في أكثر من منطقة وأبرزها في البقاع والضاحية الجنوبية. كانت الإشارة الأساسية لذلك، تخصيص الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أحد المؤتمرات اللقاءات مع عشائر بعلبك الهرمل والحديث عن ضرورة ضبط الوضع هناك بعد تنامي ظاهرة الخطف. هي النقطة المفصلية لإطلاق هذه الخطّة.

سبق الحديث عن الخطّة الأمنية التسوية الرئاسية، وتعززت حظوظها بعدها، خصوصاً أن وزير الداخلية نهاد المشنوق، هو من قاد تلك المشاورات مع رئيس الجمهورية بعد انتخابه ومع حزب الله في الوقت نفسه، وهو خصص قبل نحو الشهرين جولة على مختلف الأفرقاء، لأجل وضع الخطّة موضع التنفيذ،. ولكن، اتفق في حينها على أن تكون صامتة وبعيدة من الإعلام، أولاً لعدم إثارة الجلبة، وثانياً للحفاظ على إمكانية نجاحها، وكي لا تلاقي المصير الذي لاقته الخطة الأمنية الأولى للبقاع والضاحية.

وبالتزامن مع التحضير لإطلاقها، كان لافتاً، تحركات أهالي الموقوفين والمطلوبين، في أكثر من منطقة، للمطالبة بالعفو العام عن أبنائهم. وهذه كانت إشارة إلى أن العفو العام، أخذ جانباً من تلك المشاورات بين مختلف القوى السياسية. وكانت التحركات في الشارع للضغط لتحقيق ذلك، كما أن طرحه كان في سبيل تسهيل تجاوب الأهالي مع تلك الخطّة الأمنية.

اجتماعات عدة عقدت استعداداً لإطلاق هذه الخطّة، وهي تزامنت مع إعداد لوائح بأسماء المطلوبين في تلك المنطقة، وعددهم نحو سبعة آلاف مطلوب، بجرائم وجنح مختلفة، بأكثر من 35 ألف مذكرة توقيف، وتمت دراسة هذه الملفات، للفصل بين من يشمله العفو، ومن لا يشمله. بعد ذلك، بدأ التطبيق الفعلي للخطة الأمنية، عبر عمليات دهم صامتة للأجهزة الأمنية للقبض على العديد من المطلوبين الخطرين، أو من ارتكبوا جرائم لا يشملها العفو، كأحد المطلوبين في الضاحية الجنوبية من آل شمص متهم بارتكاب جريمة الزيادين في العام 2007 بعد اختطافهما من منطقة وطى المصيطبة.

تؤكد مصادر متابعة أن العمل في هذه الخطة الأمنية بدأ قبل الأحداث الذي شهدها مخيم برج البراجنة. وهي تقوم على ملاحقة البارزين جداً، على مستوى ترويج المخدرات وتقاضي الخوات، والسرقات والمتهمين بجرائم قتل. وتلفت المصادر إلى أن الخطة تقوم على ثلاث مراحل: مرحلة تنفيذية، مرحلة تقييمية، والمرحلة الثالثة تقييمية، وهي تجري بتنسيق كامل بين حزب الله والأجهزة الأمنية.

فحزب الله يدعم هذه الخطة، بعدما وصلت الأمور إلى وضع متردٍ جدّاً ينذر بانفجار اجتماعي. لذلك، عمل الحزب على دعم الأجهزة الأمنية لتنفيذ خطتها، كي لا يصطدم هو بهؤلاء المطلوبين، ولإنجاز المهمة التي ستريحه وتريح بيئته. وعليه، جرت المداهمات التي نفذتها الأجهزة الأمنية في كل من الضاحية والبقاع حيث يقيم بعض المطلوبين وقد جعلوها "إمارات" خاضعة لسيطرتهم.

وتؤكد المصادر أن الخطة ستستمر طيلة الأيام المقبلة، عبر عمليات دهم تقوم بها مخابرات الجيش وشعبة المعلومات وفرع المعلومات في الأمن العام، إلى حين توقيف كل المطلوبين. وتشير المصادر إلى أن النتائج ستظهر تباعاً في الأيام المقبلة. لأن القرار بإنهاء هذه الجزر قد اتخذ.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها