السبت 2017/03/18

آخر تحديث: 05:59 (بيروت)

الغارة الإسرائيلية على حزب الله: التوقيت هو الأخطر

السبت 2017/03/18
الغارة الإسرائيلية على حزب الله: التوقيت هو الأخطر
حزب الله ينقل أسلحته النوعية والصاروخية إلى الجرود القلمونية (Getty)
increase حجم الخط decrease

الغارة الإسرائيلية التي تعرّضت لها نقطة لحزب الله في سوريا، الجمعة في 17 آذار، ليست الأولى. فطوال السنوات الماضية، شنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات على شحنات أسلحة تابعة له. لكن هذه المرّة تبنّت إسرائيل العملية بشكل رسمي، وذلك بعد "تصدّي" الطائرات السورية لها، بالإضافة إلى استهدافها بصواريخ متطورة، وفق ما تحدّث النظام السوري، الذي اعتبر أن الصواريخ التي أطلقها في اتجاه الطائرات كادت تصل إلى القدس. وبسبب هذه الصواريخ دوّت صفارات الإنذار في الأراضي المحتلّة. ما أجبر إسرائيل على تبني العملية، التي استهدفت شاحنة كانت تنقل صواريخ للحزب من سوريا إلى لبنان.

وفي الغالب، يكون التبرير الإسرائيلي لشن غارات على مواقع أو مواكب أو شاحنات لحزب الله هو منعه من الحصول على سلاح كاسر للتوازن. لكن إطلاق الصواريخ على الطائرات، هذه المرة، فيه إشارة من المعنيين إلى أن الحزب أو النظام السوري يملكان سلاحاً كاسراً للتوازن. ما يعني وضع الصراع على مسار مختلف.

لكن عند حزب الله، تبدو هذه الغارة في توقيتها والإعلان عنها، هي الأخطر، خصوصاً في ظل تنامي الحديث الدولي عن ضرورة مواجهته وتحجيمه في سوريا، إلى جانب مواجهة التمدد الإيراني. وهذا لا ينفصل عن أن الضربة تأتي بعد زيارة أجراها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامن نتنياهو إلى روسيا، كما لو أن إسرائيل حصلت على ضوء أخضر روسي وأميركي للقيام بنشاطات عسكرية في سوريا. غير أن مصادر متابعة تنفي أن تسمح روسيا بأي تحرك عسكري يستهدف حزب الله، واطلاق الصواريخ على الطائرات خير دليل على ذلك. وهذا ينسجم مع نفي الكرملين قبل أيام المعلومات التي تحدّثت عن أن موسكو وافقت على السماح لضرب الحزب في سوريا.

هذه الضربات لا تنفصل عن الجو السياسي الدولي الضاغط على الحزب وإيران منذ انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة. ولا تنفصل أيضاً عن الاجراءات العقابية المالية التي يتعرّض لها الحزب من جهة واشنطن، وآخرها توقيف السلطات المغربية رجل الأعمال قاسم تاج الدين. وفي هذا السياق، تلفت مصادر إلى أن إحدى الغارات الإسرائيلية السابقة، لم تعترض شاحنة أسلحة، بل اعترضت شاحنة كانت تحمل أموالاً ينقلها الحزب عبر سوريا إلى لبنان.

وفي وقت تتساءل مصادر متابعة عن المكان الذي استهدفته الغارة، وتعتبر أنه إذا كانت الشاحنة تنتقل من سوريا إلى لبنان، فلماذا ستمرّ في جرود القلمون؟ إذ كان عليها أن تسلك الطريق الرسمي بين البلدين. وهنا، ترجّح المصادر أن الحزب يعمل على نقل أسلحته النوعية والصاروخية إلى الجرود القلمونية، وذلك لسببين. الأول إنحسار رقعة المعارك في سوريا، وثانياً البقاء في مناطق أساسية وإستراتيجية فيها، وليس هناك أفضل من المناطق الجردية لهذه الأسلحة كي لا تطالها الطائرات الإسرائيلية، خصوصاً عبر استحداث مواقع لها في المغاور. وهذا تأكيد جديد من حزب الله أنه لن ينسحب من بعض المناطق السورية، ليبقى على تماس مع إسرائيل.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها