الخميس 2017/03/16

آخر تحديث: 00:26 (بيروت)

حرش بيروت: أمراض وحشرات وإدارة خاطئة

الخميس 2017/03/16
حرش بيروت: أمراض وحشرات وإدارة خاطئة
نحو 4 آلاف شجرة صغيرة عمرها نحو 12 عاماً مهددة في حرش بيروت (خليل حسن)
increase حجم الخط decrease

لم تتضح بعد الغاية من إقفال حرش بيروت، قبل أسبوع، بذريعة معالجة أشجاره من حشرات فتاكة. شكوك كثيرة تحوم حول هذا الاجراء، ولاسيما بعد عودة أعمال بناء المستشفى المصري الميداني، صباح الأربعاء 15 آذار، وتأكيد الأمين العام للمجلس الوطني للبحوث العلمية معين حمزة، عبر إذاعة صوت الشعب، أن المجلس لم يطلب إقفال الحرش، كما قالت بلدية بيروت، وبأنه أوصى بوقف استخدام المبيدات إلى حين الانتهاء من اجراء مسح شامل للحرش من أجل معرفة نوع المبيدات التي يجب استخدامها.

والحال أن إقفال الحرش بهدف المعالجة مرحب به، خصوصاً إذا اتضح وجود أي ضرر للمبيدات على صحة رواده. وهذا ما سيظهره التقرير النهائي الذي سيصدره المجلس الوطني للبحوث، الجمعة في 17 آذار. وستتضح الآلية التي يجب اعتمادها في المعالجة. لكن، لماذا الاستعجال في إقفال الحرش من جهة بدارو، من دون أن يقفل من جهة الطريق الجديدة إن كانت جميع الأشجار تعاني من هذا اليباس؟ ولماذا لم يلغ ماراثون قوى الأمن الداخلي ضد المخدرات الذي سينظم داخل الحرش؟

هذه الأسئلة لم تلق إجابة لدى المدير التنفيذي لجمعية نحن محمد أيوب. وهو يستغرب، في اتصال مع "المدن"، قول أحد أعضاء بلدية بيروت إن إعادة فتح حرش بيروت أمام رواده كان السبب في مرض الأشجار، رغم أن جميع التقارير التي صدرت أخيراً، أكدت أن ما أصاب أشجار الصنوبر وغيرها من أنواع الشجر، ذات الحجم الصغير، يعود إلى الممارسات الحقلية كري الحرش وأخطاء في التشحيل وتغير المناخ، إضافة إلى تلوث الهواء. وقد تناقلت بعض المعلومات عن نية البلدية بناء أسوار فاصلة داخل الحرش كي تمنع تحرك الزوار إلا في مساحات محددة.

ويقول أيوب إن الإدارة الخاطئة يتحمل مسؤوليتها موظفون غير كفوئين، وهم من أوصل الأشجار إلى هذه الحالة، لافتاً إلى أن الجمعية لن تعترض على إقفال الحرش إذا تبين وجود ضرورة لرش مبيدات سامة، منعاً لانتشار المرض الذي يفتك بالأشجار وحرصاً على صحة المواطنين. لكنها في الوقت نفسه تطالب بتحديد جميع الاجراءات التي ستعتمد وفترة المعالجة والمبيدات التي ستستخدم لأجل ذلك.

ولنقض ما أدلى به حمزة عن عدم إصدار أي توصية، نشرت الأربعاء بلدية بيروت التقرير الذي أنجزه المجلس سابقاً، والذي إقترح فيه إقفال الحرش، لكن بعد اجراء المسح الشامل وبعد تحديد نوع الحشرات الموجودة. ما يعني أن البلدية استبقت نتائج الفحوص والتقرير النهائي.

ويشير عضو المجلس البلدي عماد بيضون إلى كمية الحشرات الموجودة في الأشجار تدعو إلى القلق، خصوصاً أنها تتضاعف في فترة قصيرة جداً وتهدد نحو 4 آلاف شجرة صغيرة عمرها نحو 12 عاماً. ويقول لـ"المدن" إن الحشرة التي أصابت الأشجار ظهرت للمرة الأولى في اليابان، وانتقلت إلى دول عدة من بينها أميركا. وتنتج هذه الحشرة فرشات تطير إلى أوراق الشجر في فصل الربيع، وتسبب يباسها، فيما تصاب جذوع الأشجار بما يشبه العفن، ما يحتاج إلى إيصال المبيدات إلى جذوعها. ويأمل بيضون ألا يصاب ميدان سبق الخيل وجبانة الشهيدين بها.

الواقع أن تسرع البلدية بالإقفال لا يدينها ولا يثبت نيتها تمرير مشروع ما، إذ يمكن أن يكون هذا القرار قد نتج عن محاولة حل المشكلة بالممكن راهناً، باستخدام المبيدات المتوافرة. لكن الشكوك تبقى موجودة، وهي تستمد مشروعيتها من فقدان الثقة بالمجالس البلدية المتعاقبة والممارسات التي اعتمدت على مدى أعوام.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها