الأربعاء 2017/03/15

آخر تحديث: 18:20 (بيروت)

استقالة الجردلي.. تُنفّذ قبل تموز

الأربعاء 2017/03/15
استقالة الجردلي.. تُنفّذ قبل تموز
منذ مدة بدأت "الرعاية الحريرية التامة تتراجع"
increase حجم الخط decrease

علمت "المدن" أن جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في صيدا قبلت استقالة مديرة ثانوية حسام الدين الحريري هنادي الجردلي، وقد وقع رئيس الجمعية المهندس يوسف النقيب على كتاب الإستقالة، الذي تقدمت به.

لكن قبول الاستقالة، السريع والمفاجئ، لم يكن يتوقعه كثيرون افترضوا أن باب الحوار سيفتح وسيتم اقناع الجردلي بالعدول عن خطوتها. فـ"نهاية مسيرة المديرة بهذه الطريقة" دفعت البعض إلى الاعتقاد بأنها "لم تحسبها جيداً، ولم تأخذ بالحسبان أن ثمة أشخاصاً في الجمعية وقوى سياسية، كانت داعمة لها في السابق، تريد التخلص منها الآن".

وتضامناً مع المديرة واصل تلامذة ثانوية الحسام تنظيم وقفات مؤيدة لها، داعين المعنيين إلى رفض الاستقالة. أما هي فأشارت في كلمة لها خلال هذه الوقفات إلى أن استقالتها هي "بوجه أصحاب القرار والسياسيين الذين يهيمنون على جمعية المقاصد". ثم قالت في بيان لها إن سبب تقديمها استقالتها هو "تحفظي على ممارسات وقرارات صدرت مؤخراً عن المجلس الإداري على علاقة مباشرة بعمل المدارس وأنشطتها من دون التشاور أو الالتفات إلى تعارض هذه القرارات مع روزنامات العمل المحددة منذ بداية العام الدراسي، ولم يكن أبداً منطلقاً من أي دوافع شخصية ولا موجّهاً ضد أي شخصٍ أو تيّار".

"لا تعليق"، تقول أوساط مقربة من النائب بهية الحريري، متساءلة: "لماذا أعطي الموضوع أكثر من حجمه؟ مديرة أرادت الاستقالة وإدارة الجمعية وافقت". وتصف الأمر بأنه "شأن داخلي مقاصدي". لكن، ماذا عن الاتهامات التي تطال الحريري بالوقوف وراء ممارسة ضغوط أدت إلى استقالة الجردلي؟ ترد المصادر بالقول إن "هناك اتهامات عبر وسائل التواصل الاجتماعي تتناولنا في مواضيع أكبر بكثير من قضية المديرة المستقيلة، ولم نعتد الرد على ما يقال في وسائل التواصل".

أما جمعية المقاصد، فقال مكتبها الإعلامي لـ"المدن" إنه "ربما ستصدر الجمعية بياناً عن هذا الموضوع". فيما تشير المعلومات إلى أن هناك من يسعى، من أعضاء الجمعية النافذين، إلى إنهاء خدمات الجردلي سريعاً وعدم الانتظار حتى شهر تموز المقبل، وهو الموعد الذي حددته لانتهاء مهماتها.

ويشير تربويون في صيدا إلى أن علاقة الحريري بالجردلي لم تكن، منذ مدة، على خير ما يرام، وبدأت "الرعاية الحريرية التامة تتراجع". كما أن الجردلي، رغم مستواها الأكاديمي المشهود وكفاءتها العالية، رفعت من مستوى تعصبها وانحيازها إلى مدرستها وتطورها، على حساب المدارس الأخرى التابعة للجمعية، مطالبة بهامش أوسع من الحرية والتفلت من بعض ما تعتبره "معوقات".

لكن شعرة معاوية التي قطعت علاقة السيدتين، كانت فكرة سباق الماراثون، الذي أطلقته الجردلي في العام 2016، وأوكلته الحريري هذا العام إلى الشبكة المدرسية وأنشأت جمعية خاصة به، هو الذي سينظم في صيدا في 23 نيسان 2017. وكان المطلوب من الجردلي حشد تلامذة المدارس، بمن فيهم تلامذة مدرستها، وهذا اعتبرته حرماناً لها من تنفيذ ماراثون مدرستها الخاصة، خصوصاً بعدما عين مسؤولاً عنه منسق تيار المستقبل في صيدا والجنوب الدكتور ناصر حمود.

لكن تربويين يسألون إذا كانت الجردلي قد عانت، كما توحي، من ضغوط وهيمنة من قوى سياسية، فلماذا انتظرت 22 عاماً كي تستقيل؟

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها